بصدق وواقعية لا يمكن تجاهل الشحن الطائفي الذي يسكن أدمغة بعض شباب هذا البلد من الطائفتين السنية والشيعية، فالسني يرى أن الشيعي هو خطر حقيقي لهذا الكيان المتين، بينما الشيعي يظن أن السني يتوجس ويخاف من التعامل أو إشراكه معه لأسباب لايجوز إلصاقها بالجميع. ولحل هذه المعضلة يجب أن نعود لأسباب النشوء والترسخ. هناك نقطتان أساسيتان حاولت استخلاصهما استطاعتا أن تمهدا لمثل هذه الطائفية الدفينة أولها وأخطرها الخطاب الديني المتطرف من كل طائفة تجاه الأخرى حيث تركز المنابر والخطابات (غالبا) الحديث عن الإختلافات المذهبية دون محاولة جدية للبحث عن التقارب والتكريس لمبدأ الاحتواء تحت راية اللحمة الوطنية التي هي أكبر من أن تظلل طيفا واحداً دون غيره. إن النسيج الوطني بحاجة ماسة إلى لم الشمل ونبذ الصراعات الجانبية في ظل الظروف المحيطة، فهذا النسيج وحده سيكون صمام الأمان في وجه المؤامرات المغرضة من الداخل قبل الخارج. الإختلاف بالرأي أو بالمذهب أو حتى بالدين هي سنة ماضية عبر التاريخ إلا أن الذكاء الحقيقي هو استثمار هذه التباينات في بناء مفهوم التعايش السلمي وتشكيل تمازج ثقافي فريد ينصب أخيرا في المصلحة الوطنية. يتوجب على الأيدي أن تتحد لتكون الصفعة الموجهة للعدو أيا كان شكله أكثر وجعا.!