سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«العربية» تقوم بتغيير تقني وتحريري مميز في التغطية و«الجزيرة» لا تخرج من الأستديو والحرة نائمة!!. أخبار محاكمة صدام وتقرير ميليس كانت مثيرة ولكن تغطية القنوات الإخبارية ظهرت ضعيفة
القنوات الفضائية الإخبارية خلال الأيام الماضية لم تفتقر للأخبار المثيرة بعد حادثة محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين وتقرير القاضي ميليس بخصوص مقتل الرئيس اللبناني رفيق الحريري إلا أنها افتقرت إلى التغطية المهنية الجيدة. بإستثناء قناة العربية الإخبارية فإن جميع القنوات الإخبارية الأخرى قامت بعمل تقليدي جدا لايتعدى ترديد الخبر وبث مقاطع مختلفة واستقبال اتصالات. إلا ان ماقامت به العربية يمثل تغيراً نوعياً واضحاً في عرض الخبر من الناحية التحريرية والتقنية. في محاكمة صدام حسين رغم رداءة الصوت في المحكمة ومحاولة الكثير من المشاهدين اصخاء السمع لما يقوله الرئيس العراقي السابق إلا أن القنوات الفضائية الأخرى لم تكلف نفسها عناء توضيح كل تلك الأصوات الرديئة ولكن العربية قامت بتحويل مايقال إلى كتابة واضحة بالخط الأبيض تجعلك تتيقن أن هذه الكلمة الصحيحة التي نطقت فعلا. أيضا قناة العربية تناولت بالإضافة إلى الجانب السياسي في القضية جوانب أخرى تتعلق بالجوانب الشكلية والنفسية من شخصية الرئيس صدام حسين. تمت استضافة دكتور مختص بالتغذية تحدث عن التغيير الواضح في وجه صدام ويرافق تحليله لقطات مميزة على الشاشة تعرض وجه صدام حسين وتؤكد نسبة الدهون التي فقدها خلال الشهور الماضية. كما تحدث دكتور مختص بعلم الجريمة عن نفسية الزعماء الدكتاتوريين امثال الرئيس العراقي وتناول النفسية التي يمر بها والعقلية التي يفكر بها. هذه الإستضافات لم تكن بالطريقة التقليدية التي تعتمد الاسلوب النمطي للسؤال والجواب ولكن عبر مشاهد مقطعة يظهر فيها الضيف مجيبا فقط على اسئلة ستتعرف بها من خلال هذه الأجوبة ولاحاجة لذكرها. بالنسبة للتغطية السياسية غيرت قناة العربية من الطريقة التقليدية التي تتبعها جميع القنوات الإخبارية الأخرى التي تعتمد على مايقوله المذيع من اخبار وتعليقات أو مايبديه الضيوف من آراء أو تغطيات المراسلين. العربية قامت بتنويعة مميزة للتغطية الإخبارية باستخدام شاشات كبيرة يقف امامها احد المذيعين يتناول من خلال ماتعرضه الشاشة من معلومات جانباً آخر مهماً من القضية. بعد أن سلم السيد ميليس تقريره للأمين العام للأمم المتحدة بشأن مقتل الرئيس رفيق الحريري اعادت قناة العربية تغطيتها المختلفة الجديدة للحدث الإخباري وهو على مايبدو سياسة جديدة بالعمل بدأت تنتهجها. الاتصال الذي نشر تقرير ميليس تفاصيله بين رستم غزالة رئيس الاستخبارات السورية العاملة سابقاً في لبنان وشخص مجهول من الحكومة اللبنانية اكتفى المذيعون في القنوات الأخرى بترديده كما نشر بشكل أصاب المشاهدين في الحيرة فأصبحوا لا يعرفون من المتحدث .. هل هو رستم غزالة أوالشخص الذي رمز له ب(ظ ). العربية استخدمت تقنية جيدة يحركها حاسة صحفية واضحة عند تحويل هذه المكالمة المهمة إلى رسمة على شكل مكالمة تلفونية بين غزالة و(ظ) و تم كتابة ماقالوه وأوصلت الأصوات التي تحدثت باسم المتهمين المشهد الدرامي عبر نبرة الأصوات الحانقة والمنتقمة والساخرة التي يفترض ان تكون تمت في المكالمة. في الوقت الذي اكتفت قناة الحرة بالتغطية السريعة لهذه الاحداث اكتفت قناة الجزيرة بعمل تقليدي لم يخرج من استديو الأخبار اعتاده المشاهدون من القنوات الفضائية. في الحقيقة أن تغيرات قناة العربية النوعية ربما تدفع الكثيرين لتغيير منهجيات عملهم التي أصبحت مكرورة ومملة والاهم من كل ذلك انها تمثل تغيراً نوعياً في طريقة العمل التلفزيوني الإخباري العربي يتحرك به نحو عمل أكثر احترافية.