يعتقد البعض خطأ أن تأثير مرض السكري السلبي مقصور على المضاعفات المعروفة والمعتاد ذكرها وهي تأثيره على القلب والأوعية الدموية أو الكلى والمسالك البولية أو العين ومرض الشبكية أو القدم والقدرات الجنسية، إلا أن الدراسات المتعاقبة أوضحت أن مرض السكري خاصة غير المتحكم بارتفاعه يؤثر سلبا ليس فقط على مدى التركيز وقوة الذاكرة ولكن يؤثر أيضا على حجم الدماغ التشريحي. وهناك العديد من الدراسات العلمية المحكمة أوضحت تغيرا تشريحيا في الدماغ لدى مرضى السكري النوع الأول وكذلك مرضى السكري النوع الثاني. إن هذا التغير التشريحي في شكل المخ الخارجي أصاب المخ بجزئيه وهما الجزء الأبيض من الدماغ وكذلك الجزء الرمادي من الدماغ. ويتساءل البعض عن أهمية هذين الجزءين من الدماغ ولماذا ينقسم الدماغ إلى هذين القسمين المشاهدين وبهذين اللونين المتميزين عن بعضهما، وللتوضيح فإن الجزء الرمادي من الدماغ يختص بأعمال عدة منها قوة العضلة والاحساس العام. ويعرف علميا أن تقدم العمر لدى الإنسان الطبيعي يضعف حجم الجزء الرمادي من المخ وكذلك بعض العوامل الخارجية الأخرى وأهمها التدخين ومرض السكري والأمراض النفسية، ويرتبط طرديا هذا الفقدان في حجم الجزء الرمادي منه بمدة فترة المرض أو التدخين مثلا. أما الجزء الأبيض من الدماغ وهو المسؤول عن الإدراك والأمور العاطفية والذاكرة واتخاذ القرارت مشاركة مع الجزء الرمادي منه، فقد يتلف في مرض السكري ومرض الزهايمر.