وجد الأهلاويون ضالتهم في المدرب "الستيني" كريستيان غروس الذي حضر من سويسرا بداية هذا الموسم لقيادة الأمور الفنية في "قلعة الكؤوس"، واستطاع السويسري أن يعيد للأهلاويين هوية فريقهم التي فقدوها خلال المواسم الأخيرة وهو ماتسبب في ابتعاده وغيابه عن منصات التتويج، ومنذ فترة طويلة لم تجمع الجماهير الأهلاوية على نجاح مدرب مثلما فعلت مع غروس، وبالتأكيد أن ذلك لم يأت من فراغ بل انه حصاد للعمل الكبير الذي قام به "الداهية" منذ توليه تدريب الأهلي. خلال فترة قصيرة لا تتجاوز الأشهر قدم غروس للأهلاويين فريقاً ثقيلاً في الملعب تحسب له الفرق الأخرى ألف حساب، وأحسن صنعاً في خياراته الفنية سواء على صعيد اللاعبين الأجانب أو المحليين، وإن لم يوفق في عدد من اللاعبين خلال الفترة الصيفية إلا أنه نجح في الاستفادة منهم بأقصى حد حتى استبدلهم في الفترة الشتوية بأسماء أفضل، ويتميز غروس عن غيره من المدربين باهتمامه بالجانب النفسي للاعبين، علاوة على ذلك فإن انضباطية الفريق داخل المستطيل الأخضر تُحسب له، حتى بات الأهلي يقدم كرة قدم حقيقية تمتع المتابعين بمختلف ميولهم، ومما يدل على حنكة المدرب أن الأهلي يتجلى بشكل واضح خلال الشوط الثاني الذي يُعرف بأنه شوط المدربين، غروس الذي كرس خبرته في ملاعب كرة القدم لمصلحة الأهلي وأفاد بها اللاعبين والفريق حصد ثمار ذلك باكراً من خلال تتويجه مع الأهلي باللقب الأول هذا الموسم وذلك على حساب فريق كبير وبطل كالهلال. الأهلاويون ومنذ الإطلالة الأولى لفريقهم هذا الموسم استبشروا خيراً بعمل الإدارة والجهاز الفني ومعظهم تفاءلوا بأن فريقهم لن يخرج هذا الموسم خال الوفاض وسينال بطولة على أقل تقدير، وكانت نظرتهم في محلها فعلاً، فالأهلي قدم ولا يزال يقدم موسماً رائعاً وأثمر ذلك عن فوزه بكأس ولي العهد ومزاحمته النصر على صدارة دوري "عبداللطيف جميل" السعودي للمحترفين. الأهلاويون ارتفع سقف طموحاتهم بعد تتويجهم بالذهب وعدم خسارتهم لأي مباراة حتى الآن، وأصبحوا يأملون في أن يوفق غروس فيما تبقى من الموسم وأن يكمل عمله المميز بقيادة الفريق للتتويج ببطولات أخرى لعل أبرزها لقب الدوري الذي استعصى عليهم خلال العقود الماضية، وإن حدث ذلك فإن أسهم المدرب سترتفع وستزداد شعبيته لدى الأهلاويين، صحيح أن معظمهم تغنوا به وبعمله إلا أن الألقاب وحدها من تزيد من قوة العلاقة بين الجماهير وأفراد الفريق، وبالتأكيد ان غروس لن تكون نظرته قاصرة على كأس ولي العهد بل سيقاتل من أجل أن يستحوذ على قلوب الأهلاويين بلقبي الدوري وكأس خادم الحرمين الشريفين، لاسيما وأنه يمتلك فريقا قويا سيساعده على بلوغ الهدف وتحقيقه خلال المرحلة المقبلة.