شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لازال هذا المفهوم غامضاً عند كثير ممن كلفوا بهذه الشعيرة المهمة.. والأمر بالمعروف في كل مسلمات الحياة أمر مطلوب ولا يمكن الاستغناء عنه.. فالآمرون بالمعروف في عصرنا القريب يحملون الخيزران العصا الطويلة بيد عضو الهيئة (المطوع) وميكرفون وسماعة داخل سيارة جيمس قديم وغالبيتهم كبار في السن لرجاحة العقل وحسن التصرف من باب الأبوة الكريمة! يأمرون بالصلاة بالمعروف وإغلاق المحلات ويحثون الناس على المبادرة للمشي الى المسجد.. هؤلاء ليس لديهم عنف ولا تطاول ولا ردة فعل! وكانت لهم هيبة عجيبة رحم الله من بقي وحفظ الاحياء منهم. في عصرنا المتحضر هيضت مواقف متعددة مما جعل للهيئة وأعضائها ان تصنف الى أربعة محاور أولها أعضاء ميدانيون متعجلون سريعو الغضب في التعامل مع الأحداث والمواقف مما يوقع الجهاز والعضو في حرج كبير تتفاقم مع هذه التصرفات المشاكل وردة الفعل من عامة الناس وخاصتهم وإثارة الرأي العام.. ثاني الأمرين أشخاص محسوبون على الجهاز وهم ليسوا بأعضاء وإنما محتسبون يربكون عمل الجهاز وهم لا يشعرون على اعتبار انها غيرة على الدين وهي ليست كذا وإنما تدخل صريح وحماس لا يجيز لهم النظام ولا العقل هذا الأمر كمن ارتدى بدلة عسكرية وادعى انه عسكري؟ الثالث هم الاعضاء الاداريون ممن سخروا انفسهم بحثا وتحريا بدون تكليف وحثوا البعض من نظرائهم في الاخبار ببعض المواقف غير الاخلاقية في الميادين العامة او الخاصة ومن ثم ابلاغ الجهاز عن تلك الحالات، فتتصرف الهيئة بمحض ارادتها ويتم التدخل السريع لينسب لها النجاح والمبادرة! وقسم رابع يعزى لهم الثناء والتقدير ممن عرفوا وأدركوا بعلم يقين دور الهيئة وفق حث الاسلام عليها على اعتبار انها آمرة بالمعروف وناهية عن المنكر. لن اتطرق الى ماضي الهيئة وجملة المواقف السلبية يقابلها دور مهم نشكرهم عليه فكل بذل ما بوسعه وان اختلفت الاراء! لكن ننحني لله اولا شكرا وثناء ان انعم علينا بالحفاظ على شعائر الدين ومنها الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وقد جاء اليوم رئيس متخصص في القضاء والعلم شرعي وعلومه، يدرك قبل غيره معنى الامر بالمعروف لغة وشرعا وسماحة الامر بالمعروف وهي واجبة للجذب مهما كان الذي امامك وهي ثقة منحها اياه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله وهي رجاحة ملك وحكمة عرفناها عنه في اختياره لهذا الرجل المبارك والعاقل والمتمكن شرعا، وليس هذا قصورا فيمن سبقه وانما هي تكليف وتشريف.. فلو ان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اغلظ الدعوة لانفض الناس من حوله.. فدعوته بالحكمة واللين.. رئيس الهيئة بما اعرف عنه خلقه ودماثته وحسن تصرفه .. متى ما استفاد من الاراء والمستشارين والمنظرين والمشرعين للأنظمة التي تنظم عملية الأمر بالمعروف دون تراخ لكي يدرك عضو الهيئة سماحة الامر..