دعا الرئيس الاميركي جورج بوش أمس الجمعة الى تحرك فوري للامم المتحدة ردا على ما وصفه بالتقرير «المقلق» للجنة التحقيق الدولية برئاسة القاضي ديتليف ميليس الذي يشير الى تورط سوريا في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وقال بوش «اليوم ظهر تقرير جدي يتطلب من العالم ان يتمعن فيه ويرد عليه بناء على ذلك» مشيرا الى انه طلب من وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان تدعو الى عقد جلسة خاصة للامم المتحدة. وتسعى الولاياتالمتحدة التي لا تكف عن ادانة تحركات سوريا، للحصول على رد موحد وصارم من مجلس الامن الدولي بعد تقرير ميليس. وقال السفير الاميركي في الاممالمتحدة جون بولتون أمس الجمعة «لا اعتقد ان هناك اي شك في ان ذلك يدعو الى رد صارم لمجلس الامن الدولي». واضاف «انه تقرير يشكل ضربة كبيرة»، قبل ان يدخل مجلس الامن الدولي لاجراء مشاورات بعد نشر تقرير القاضي الالماني ديتليف ميليس الذي يرأس اللجنة. وقال الدبلوماسي الاميركي انه اجرى اتصالات مع سفراء الدول الاخرى الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا) «لمناقشة المراحل المقبلة». واضاف «نفكر في سلسلة من الخيارات»، بدون ان يضيف اي تفاصيل. من جهتها، صرحت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان التقرير «مقلق للغاية»، مشيرة الى ان مجلس الامن الدولي سيكون «نقطة محورية» لتحرك اميركي. وقالت رايس في تصريح ادلت به في مسقط رأسها بولاية الاباما حيث تستضيف وزير الخارجية البريطاني جاك سترو «هناك اشارة الى تورط مسؤولين سوريين (..) في اغتيال رفيق الحريري». واضافت ان هناك «مؤشرات واضحة الى ان الحكومة السورية لم تكن تتعاون» مع التحقيق الدولي في اغتيال الحريري، موضحة انه «في ما يتعلق بخطواتنا اللاحقة، فسيتحتم علينا مناقشة الامر». وطالبت رايس بالمحاسبة. وقالت رايس للصحفيين «المحاسبة ستكون مهمة جدا بالنسبة للمجتمع الدولي. لا يمكن قبول فكرة مشاركة جهاز دولة ما او تورطه في اغتيال رئيس الوزراء الاسبق.. في دولة اخرى.» ولم تحدد رايس الاجراء الذي تريد الولاياتالمتحدة من مجلس الامن الدولي اتخاذه ضد سوريا. لكن تصريحاتها كثفت الضغط الدولي على الرئيس السوري بشار الاسد الذي يشتبه في ان صهره متورط في المؤامرة. من جهته صرح وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان تقرير لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري «مقلق جدا». وقال سترو ان «هذا التقرير مقلق جدا» ويشكل «دليلا اضافيا على النظرة المدهشة للنخبة السورية الى لبنان». واضاف ان السوريين «اعتبروه مقاطعة تابعة لهم». واكد ان «على الاسرة الدولية ان تتعامل مع (التقرير) بجدية كبيرة». الى ذلك اعلنت روسيا انها ترغب في «انتصار العدالة» بعد التقرير الذي اصدرته لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري، لكنها دعت الى «عدم زعزعة استقرار» المنطقة. ونقلت وكالة الانباء الروسية «ايتار-تاس» من طشقند عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله «علينا تسوية هذه المشاكل بطريقة تسمح للعدالة بالانتصار». واضاف «من جهة اخرى من الاهمية بمكان عدم السماح بزعزعة استقرار هذه المنطقة غير المستقرة التي يرتبط بها الوضع في الشرق الاوسط»، بدون ان يوضح موقف روسيا في مجلس الامن في حال تبني مشروع قرار يدين سوريا للتدخل في شؤون لبنان.