خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظكم الله ورعاكم وأيدكم بتوفيقه سلام عليكم من الله و رحمة وبركات خادم الحرمين: يشرفنا نحن ابناءكم وبناتكم القائمين على قطاع التربية والتعليم بمدارس ابناء الحرس الوطني ان نرفع لمقامكم الكريم اسمى آيات التهاني والتبريك بحلول شهر رمضان المبارك، اعاده الله عليكم بالخير والبركة، وجعلكم من المقبولين في هذا الشهر الفضيل، ونجدها فرصة مناسبة ايضاً لتهنئتكم ثم تهنئة أنفسنا بالذكرى الخامسة والسبعين ليومنا الوطني المجيد، هذه الذكرى التي تجسد وحدة وطننا الغالي، ووحدة ابنائه، مجددين لكم - يا خادم الحرمين الشريفين - الولاء والبيعة على كتاب الله وسنة رسوله ملكاً وقائداً لمملكتنا الحبيبة، وشعبها الوفي. خادم الحرمين الشريفين: عندما توليتم رئاسة الحرس الوطني قبل أكثر من أربعين عاماً، وضعتم - يحفظكم الله - خطة طموحة واستراتيجية كبرى للنهوض بهذا القطاع وتطويره، واضعين في اعتباركم ان تطوير العنصر البشري فيه، والارتقاء بفكره، وثقافته هو الاساس في تطوير الجهاز، وتقول الوثائق والسجلات: ان البند الاساسي في هذه الخطة كان الاهتمام بالتعليم.. ادراكاً منكم بأهميته في تطوير الفرد والنهوض به، بغية تطوير البنية الاساسية التي يقوم عليها هذا الجهاز، والذي كان يتمتع آنذاك ببنية خاصة تنطلق من ثقافة محددة ذات تركيبة معينة، لهذا قامت تلك الاستراتيجية على خطتين: احداها: قصيرة المدى لمحو أمية المنتمين لهذا الجهاز ممن لم ينلوا حظهم من التعليم، حيث كانوا يمثلون الشريحة الكبرى والقاعدة الاساس، وقد آتت تلك الخطة اكلها في زمن قياسي، واصبح كثير من اولئك معلمين في مدارسه، او قادة في ميادينه. والثانية: بعيدة المدى لسد منابع الأمية من جذورها. وبعد سنوات تعد على اصابع اليد الواحدة تم افتتاح اول مدرسة لمحو الأمية في الحرس الوطني، وبعدها ببضع سنوات، تم انشاء ادارة الثقافة والتعليم، وما لبثت ان تحولت الى ادارة عامة، ثم الى وكالة، وجاءت النقلة الكبرى بافتتاح مدارس ابناء منسوبي الحرس الوطني في مدن الاسكان التي تم افتتاحها آنذاك، وذلك بعد عشرين عاماً من افتتاح اول مدرسة لمحو الامية، وقبل عقدين من الآن. ولم تكن العملية مباني حديثة وتجهيزات اساسية ذات تقنية عالية فقط، بقدر ما تجاوزت ذلك الى بناء الانسان نفسه، وتطوير فكره، والارتقاء بوعيه، حيث شهد المنتمون لقطاعات التعليم المختلفة في المملكة بالمستوى المتميز الذي حققه التعليم في الحرس الوطني، وبامكاناته الفنية والبشرية، وكان من نتاج ذلك التفوق الكبير الذي حققه ابناء وبنات منسوبي الحرس الوطني على مستوى المملكة في كثير من المنافسات العلمية واللاصفية، واصبح الحرس مؤسسة حضارية، بل مركز اشعاع حضاري، وتم تتويج هذه الجهود بجائزة (اليونسكو) الدولية لمحو الأمية التي تم منحها للحرس الوطني قبل بضع سنوات تثميناً لهذه الجهود، وتقديراً لها، واعترافاً بهذا الدور، ناهيك عن المهرجان الوطني للتراث والثقافة كأحد نتاجات هذه الجهود، والذي اصبح سمة بارزة وعلامة مضيئة في تاريخ الحرس الوطني. خادم الحرمين الشريفين: إن هذه العطاءات والنجاحات لم تكن لتتحقق لولا توفيق الله سبحانه وتعالى، ثم دعمكم المادي والمعنوي لهذا القطاع الحيوي الهام، ثم جهود القائمين على التعليم في الحرس الوطني على مدى عقود اربعة، هذه الجهود التي اتخذت الامانة مبدأً والاخلاص منهجاً، والشعور بالمسؤولية اسلوب عمل فتحقق على يديها هذا النجاح.. فالنتاج الجيد دليل الاخلاص في القول والعمل. والذين عاصروا التعليم في الحرس الوطني، وساروا به الى مرساه الطبيعي على شاطئ النجاح.. يدركون كيف كانت الامواج التي عانوا من عتوها..؟! وكيف كانوا يتنقلون بين مخيمات ضربت أطنابها هنا.. وهناك.. عبر صحار شاسعة..؟! وكيف كانت جهودهم الذاتية ومعاناتهم آنذاك..؟! والذين عاصروه الآن.. وفي عصره الحديث يدركون ايضاً كيف كانت الجهود والمعاناة في تعليم يتجاوز إطار التلقين و(فك الحرف) الى المفهوم الشامل للتعليم بإطاره التربوي والتعليمي. وإذا كان التعليم قد استطاع خلال هذه العقود الاربعة أن يقدم الوجه الحضاري للحرس الوطني، فقد كان لهؤلاء القائمين عليه، بعد توفيق الله سبحانه وتعالى ثم دعمكم - يا خادم الحرمين - الدور الاكبر في تقديم هذا الوجه الى المجتمع والخروج به الى ما هو أبعد كمؤسسة حضارية وثقافية وفق مفهوم شامل يتجاوز المفهوم السائد لمسماه. خادم الحرمين الشريفين: إن القائمين على التعليم في الحرس الوطني (وأعني الجنسين) يدركون تماماً ان ما قاموا به لا يتعدى الواجب الملقى على عاتقهم تجاه أمتهم ووطنهم، وكان لهم شرف تقديم هذه الخدمة عبر جهاز الحرس الوطني الذي يمثل أحد قطاعات الدولة المساهمة في التنمية الشاملة لهذا الوطن الغالي، وعليه فإن انتقال هذا القطاع الى وزارة التربية والتعليم لا يعني أبداً تغيراً في الدور المنوط بهؤلاء ولا تقليلاً من مسؤوليتهم، إذ سيظلون يمارسون ذلك الدور بنفس القدرة في العطاء، ونفس الشعور بالاخلاص، وبنفس روح المسؤولية تجاه وطنهم وأمتهم.. ومن نفس المكان، مما يعني ان شعورنا بالانتماء الى الحرس الوطني لا زال يخالج صدورنا.. والولاء للحرس الوطني لا زال يمازج أحاسيسنا.. وتنبض به قلوبنا.. مما يؤكد على أن ما حدث هو (نقل وظيفي اداري) فقط، لا نقلاً للمشاعر وروح الانتماء.. او تغييراً فيما يمارس من أدوار. خادم الحرمين الشريفين: لقد بدت تلوح في الافق وبناء على هذا الدمج بوادر وقف الخدمات الطبية المقدمة من المراكز الطبية بالحرس الوطني الى القائمين على القطاع التربوي والتعليمي بالحرس الوطني بحجة دمج هذا القطاع مع قطاع وزارة التربية والتعليم. وإذا كان للقائمين على هذه الخدمات وجهة نظرهم (الادارية البحثة) فإننا - يا خادم الحرمين - نعتقد أن القضية تتجاوز هذا الإطار.. الى نظرة اكثر عمقاً ودلالة تأخذ في اعتبارها مفهوم الخدمة الطبية الشامل بمعناه الانساني ورسالته السامية. إن القائمين على التعليم في الحرس الوطني فئتان: الأولى: فئة ممن عاصروا التعليم في هذا القطاع ونشأوا معه، فارتبطوا بهذه الخدمات، وكثير منهم أصبح على علاقة دائمة بها، وهو يحتاج اليها باستمرار.. لظروفه الصحية. الأخرى: وهي وان كانت تحتاج هذه الخدمة لذاتها وبيتها.. فهم يقومون على رعاية آبائهم وامهاتهم وهذا نوع من البر الواجب عليهم تجاههم.. وأنتم - يا خادم الحرمين - خير من يقتدى به في بر الوالدين، وممن ارسى قواعد هذا البر.. ودعا اليه. ولعلكم - يا خادم الحرمين - خير من يدرك معنى الارتباط الوثيق والعلاقة بين الطبيب والمريض.. وأهميتها في علاجه. فالقضية ليست في (اغلاق ملف طبي) وفتحه في مكان آخر.. قد لا تتوفر فيه الخدمات ذاتها.. خاصة. في ظل القصور الذي تعاني منه الخدمات الطبية الحكومية بحكم التوسع الديمغرافي المتسارع.. الى جانب ارتفاع تكاليف هذه الخدمات عبر المراكز المتخصصة.. لكنها - أي القضية - تتعلق بالتاريخ الطبي للمريض، واهمية العلاقة بين الطبيب ومريضه.. التي تمتد في بعضها الى عدد من السنين مما يصعب معه اقامة علاقة جديدة مع طبيب جديد.. او مركز صحي جديد. ومن هنا.. فإننا - يا خادم الحرمين الشريفين - نناشدكم في هذا الشهر الفضيل، وقد كثرت عطاءاتك..وتعددت مكرماتك.. وتنوعت هباتك ان تشملنا بمكرمة من مكارمكم الخيرة.. بأن تستمر الخدمات الطبية للقائمين على القطاع التعليمي بالحرس الوطني كما كانت عليه، ليس عرفاناً بجهود هذه الفئة فقط، بقدر ما هو تقدير لظروفها.. ومراعاة لمشاعرها..! خادم الحرمين الشريفين: لقد تخطت الخدمات الطبية في الحرس الوطني حدودها ليس تجاه مجتمعنا.. ووطننا الغالي فحسب وانما تجاه اشقاء يشاطروننا الدم والعروبة، بل تجاوزت ذلك الى ما هو أبعد.. من منطلق انساني فرضته طبيعة (عبدالله بن عبدالعزيز) مما أهلنا لنستحق لقب (مملكة الانسانية). إن مساحة قلب (عبدالله بن عبدالعزيز) التي امتدت من الشرق الآسيوي الى الغرب الأمريكي (كندا)، ومن الشمال الاوروبي الى افريقيا.. ولا زالت نابضة.. بالعواطف والمشاعر قادرة ولاشك على ان تستوعب في سويدائها هذه الفئة وأن تشملها بعطف المواطنة ومشاعر الانسانية. وهذا ما جعلنا نحن هذه الفئة - نناشدكم - يا خادم الحرمين - لأننا ندرك حجم هذه المساحة، ومقدار هذه العواطف.. ومعينها الذي لا ينضب. خادم الحرمين الشريفين: إن القائمين على التعليم بمدارس ابناء وبنات منسوبي الحرس الوطني.. وهم يضرعون للعلي القدير في هذا الشهر الكريم ان يحفظكم بحفظه.. وأن يفتح لكم أبواب رحمته.. وان يلبسكم ثوب الصحة والعافية فإنهم يرجون عطفك وينشدون جاهك.. بتحقيق آمالهم وآمال ذويهم مستمدين ذلك من ثقتهم في طيبة قلب (عبدالله بن عبدالعزيز).. ومروءته.. ووفائه واحساسه.. وقبل هذا كله في ابوة (عبدالله بن عبدالعزيز) حفظكم الله - يا خادم الحرمين الشريفين - واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة.. وأعزكم بالاسلام.. وأعز الاسلام بكم وحفظ لنا ديننا.. ولوطننا أمنه وسلامته.. {وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله.. إن الله بما تعملون بصير..}. والله من وراء القصد *الهيئة التعليمية بقطاع التعليم بالحرس الوطني عنهم