يومنا الوطني هو ذلك اليوم المبارك الذي أعلن فيه البطل المؤسس قيام هذا الوطن قبل ثمانية وسبعين عاماً بعد جهاد طويل أرسى فيه دعائم الوحدة وأسس مقومات الدولة الحديثة على أرض كانت تمزقها الصراعات ويسيطر عليها الخوف، وتتقاسمها الولاءات الضيقة وتهددها الأطماع الخارجية الراغبة في السيطرة والهيمنة. في ظل هذه الظروف ظهر عبدالعزيز بن عبدالرحمن بعزيمة المقاتل الذي لا يكل وإيمان المجاهد الذي لا يتبدل فوحد البلاد لتمتد تلك الوحدة من شواطئ الخليج العربي شرقاً إلى شاطئ البحر الأحمر غرباً ومن أقصى شمال الجزيرة العربية إلى أقصى جنوبها وحول الرجال الذين كانوا يتقاتلون بالأمس فيما بينهم تحت عدة رايات إلى جنود جيش واحد تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله. واستتب الأمن في أرجاء الوطن وبدت مرحلة أخرى هي مرحلة بناء وتطوير الدولة وتواصلت على أيدي أبنائه البررة وإلى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله. ونحن في الحرس الوطني عندما نحتفي باليوم الوطني فإننا لا نبالغ ان قلنا إننا نحتفي بهذه المناسبة كل يوم، فاليوم الوطني والحرس الوطني عنوانان يجمعهما الوطن لهذا كان على جنود الحرس الوطني أن تجدهم في كل مكان له علاقة بالوطن، بالأمس كانوا في الطليعة للدفاع عن الوطن وصد المعتدي والذود عن حياض الوطن، حيث سقط الشهداء من منسوبي الحرس الوطني فداء لهذا الوطن وهم اليوم وكل يوم يحرسون الوطن ويحمونه من عبث العابثين ويسهرون الليل والنهار لتوفير الأمن للوطن والمواطن. ولا يقف دور الحرس الوطني عند مهمة الأمن والدفاع التي هي تاج على رؤوس منسوبيه ويعد لها برامج تدريبية مكثفة تبقي وحدات الحرس الوطني على درجة عالية من الجاهزية القتالية، فتجده يحتل الريادة في أكثر من مجال حضاري واجتماعي ففي المجال الطبي تعطي المؤسسة الطبية في الحرس الوطني أفضل الأمثلة للتطور الذي يشهده الوطن والخدمات الطبية التي يقدمها الحرس الوطني أصبحت مثالاً يقتدى به في هذا المجال على المستويين الوطني والعالمي، وفي مجال التعليم انتقل الحرس الوطني من مرحلة برامج محو الأمية التي واكبت بداياته ليصبح معظم منسوبيه ممن أكملوا تعليمهم العام والتعليم الجامعي ويساهم الحرس الوطني في الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة والوطن العربي والإسلامي وذلك من خلال رعايته للمهرجان الوطني للتراث والثقافة. وأخيراً فمن منطلق الوفاء لهذا الكيان العظيم فإننا نجدد العهد ونؤكد بعزيمة وإصرار باني هذا الوطن ووفاء لمن امتزجت دمائهم بتراب هذا الوطن اننا مازلنا على العهد سائرون مخلصين لمليكنا، أوفياء لوطننا وشعبنا، مقسمين بأن نكون حماته الذين يبذلون دماءهم من أجل الدفاع عن الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ووطننا الغالي. * مديرالإدارة العامة للعلاقات والمراسم بالحرس الوطني