تمثل التربية – في عصرنا الحاضر - أهم الخيارات الإستراتيجية التي يمارسها البشر؛ لصناعة اقتصاد قائم على إنتاج المعرفة، وتجاوز فكرة الاقتصاد القائم على استغلال الموارد الطبيعية، إذ حققت كثير من دول العالم الفقيرة في مواردها الطبيعية طفرات اقتصادية وحضارية مذهلة؛ نتيجة استثمارها في مجال التعليم. وعليه فينظر لدور كليات التربية في التعليم الجامعي وما قبل الجامعي نظرة خاصة؛ حيث يمتد تأثيرها إلى سائر قطاعات المجتمع، وبناءً عليه ينبغي أن تحكم برامج كليات التربية أسس وضوابط في ضوء مستويات معيارية عالمية، تضع مخرجاتها في منظومة المنافسة العالمية التي جعلتها العولمة خيارًا أوحد لمن يريد أن يواكب تطوراتها وتحدياتها. ومن هنا انطلقت فكرة المؤتمر الحالي المؤتمر التربوي الدولي الأول لكلية التربية " تطوير الأداء الأكاديمي لكليات التربية – رؤية استشرافية " من خلال عدة محاور تمثل الأطر العامة لتطوير الأداء الأكاديمي لكليات التربية وفقًا لمجالات علوم التربية المختلفة، وفي ضوء المعايير العالمية المتعارف عليها في تطوير الأداء الأكاديمي لها. وقد شرف المؤتمر باستقبال العديد من البحوث والأوراق العلمية، والتي تم إخضاعها لمعايير التحكيم المعلنة، ثم اختير منها ما توافق مع تلك المعايير، إذ سيتم عرضها خلال أيام المؤتمر مؤملين - بمشيئة الله - أن ينبثق عنها توصيات علمية رصينة تمثل نقطة انطلاق حقيقية يعتمد عليها صناع القرار مستقبلا، كما يمثل هذا الإنتاج العلمي الرصين ركيزة تصلح للبناء عليها، في أي مشروع علمي يستهدف تطوير منظومة الأداء الأكاديمي لكليات التربية على المستوى الإقليمي أو الدولي. وختاما نتقدم بخالص الشكر والعرفان لصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز ال سعود أمير منطقة الجوف – حفظه الله - لرعايته لهذا المؤتمر، والذي يعد دليلاً على دعم قيادة البلاد اللامحدود للعلم وأهله، والشكر موصول لمعالي الأستاذ الدكتور إسماعيل بن محمد البشري مدير الجامعة رئيس اللجنة الإشرافية العليا المنظمة للمؤتمر على دعمه واهتمامه، ولسعادة الدكتور نجم بن مسفر الحصيني وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، لمتابعته وتوجيهه، كما نشكر جميع اللجان العاملة في المؤتمر، والزملاء والزميلات في كلية التربية على مساندتهم ودعهم. وصلى الله على سيدنا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه وسلم،،، *عميد كلية التربية ورئيس المؤتمر