أعاد الزميل محمد السيف الكاتب المتخصّص في السِّيَر، الشيخَ ناصر المنقور مؤسس جامعة الملك سعود، وأول وآخر وزير لشؤون مجلس الوزراء، إلى الواجهة بعد حوالي ربع قرن من خروجه من العمل الرسمي، وبعد ثماني سنوات من رحيله، طارحاً تجربة المنقور، الثرية والمثيرة، والحافلة بالعديد من المواقف التي عاشها في حقول الإدارة والسياسة والدبلوماسية، وذلك من خلال كتابه الذي صدر حديثاً عن دار جداول في بيروت بعنوان "ناصر المنقور.. أشواك السياسة وغُربة السفارة"، والذي سيكون في متناول القراء في معرض الرياض الدولي للكتاب الأسبوع القادم. اتكأ السيف في كتابه على المعلومة والوثيقة والصورة والتحليل؛ ليوثِّق سيرة الشيخ ناصر المنقور، من مولده وظروف نشأته في حوطة سدير، وإلى مواراته الثرى في مقبرة لوتشمند في لندن، عارضًا لأهم المراحل والأدوار التي قام بها ناصر المنقور، منذ أن تولى معتمدية المعارف في نجد، في عهد المليك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، ومتتبعاً مسار حياته المبكرة وتنقلاته في الرياض ومكة المكرمة والقاهرة، التي تخرج فيها عام 1952م، الكتاب الذي جاء في 576 صفحة، من القطع المتوسط، اشتمل على أحد عشر فصلاً، واحتوى على معلومات مفصّلة في سيرة المنقور، وأدوراه الوطنية الرائدة، خاصة في تأسيس جامعة الملك سعود وإدارتها، ثم دوره في مجلس الوزراء، حيث هو الوزير الوحيد الذي عمل وزيراً لشؤون مجلس الوزراء، ثم أُسندت له حقيبة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وعلى مدى أكثر من 100 صفحة طرح السيف التجربة الدبلوماسية الثرية للمنقور، التي امتدت ثلاثين عاما، بدأها في طوكيو وأنهاها في لندن، ويرى كاتب السيرة أن المنقور بحق هو "السفير الملكي"؛ ليس لأنه مثّل ثلاثة من ملوك بلاده فحسب، بل لأنه هو السفير السعودي الوحيد الذي عمل سفيراً في ستة ممالك في القارتين الآسيوية والأوروبية، وهي اليابان والسويد والنرويج والدنمارك وأسبانيا والمملكة المتحدة، وفي الفصل العاشر الخاص بأدبه وثقافته عرض كاتب السيرة للدور الذي قام به المنقور مع عدد من المثقفين ورجال الأعمال في تأسيس صحيفة الرياض، التي كتب افتتاحية أول عدد صدر منها بتاريخ 1/1/1385ه، وكان وقتها سفيراً في اليابان. وقد بذل الزميل السيف جهداً طيلة ثلاثة أعوام في إنجاز كتابه الذي دعمه بالصور والوثائق، والتقى خلال فترة البحث بعدد من أصدقاء ورفاق درب الوزير السفير الراحل.