تؤمن الدكتورة مها خيربك أستاذة الدراسات العليا بالجامعة اللبنانية بأن الإنسان العربي عظيم وقادر على أن يحقق ذاته ووجوده، متى ما تخلى عن تباعيته للآخر، الذي قد يكون هو نفسه من يكتب غير ما يؤمن به، مضيفةً أن ما يحصل اليوم هو نتاج عدم علاقتنا الصادقة مع لغتنا، فنحن نتعامل معها كلغة هجينة بعيدة عنا حتى تحولت لغتنا العربية إلى آخر، وتقول مها: "عندما كانت اللغة العربية عظيمة كنا عظماء نثق بأنفسنا، وعندما تحولت لغتنا إلى لا شيء فقدنا ثقتنا في أنفسنا وفقدنا معها انتمائنا بديننا وبأوطاننا"، داعية إلى التحرر من الآخر بوعي وبثقافة، وذلك يأتي من خلال ثقتنا بأنفسنا وبانتمائنا الصحيح للأوطاننا، وهذا كله لن يتحقق كما تقول مها إلا باحترامنا للغتنا العربية لأنها المكون والقالب الرئيس لكل المعاني والمفاهيم الحياتية والوجدانية، مؤكدة أن التقدم الغربي تأسس على حضارة عربية سواء كان في النحو أو في الدراسات اللسانية، قائلةً: "هم يقولون أن الدراسات اللسانية هي دراسات غربية، علما بأن كلمة "لسان" وردت في القرآن ولم ترد كلمة "لغة" في مضمونه الكريم إلا بمعنى اللغو وهذا يؤسس للقيمة الإصطلاحية التي نملكها بوصفنا الأسبق تاريخياً نحو هذا المفهوم إلا أننا لم نتعاطَ مع هذه المفاهيم بشكل مؤسساتي بحثي؛ مما جعلنا نتأخر في استكشافات المكامن الدلالية العميقة، وليستفيدوا هم منا ومن تراثنا ولنصبح نحن من نقلدهم ونتتبع خطاهم.