نعرف جميعاً الأبعاد الثلاثة: الطول، العرض والارتفاع. والكثير من القراء الكرام سمع عن البعد الرابع (الزمن).. ولكن ما هو البعد الخامس؟ هل العودة للماضي ممكنة؟ مقالة اليوم تجيب عن هذا السؤال. يقول العالم الفيزيائي (أينشتاين): "لا يمكن توصيف أيّ حدث في الكون بدون إضافة بُعد رابع"، وجاءت الحاجة للبعد الرابع (الزمن) لنتمكن من شرح الظواهر المختلفة، فعلى سبيل المثال لو أردنا تحديد موقع قمر صناعي يدور حول كوكب الأرض فلن تكفي إحداثيات الطول والعرض والارتفاع بل نحتاج كذلك للزمن. ويمكن القول مجازاً بأن الزمن عند (آينشتاين) يتضمن المعنى السكوني للمكان. كما أن الزمن عند (آينشتاين) يسير في اتجاه واحد من الماضي إلى المستقبل.. ولكن، هل صحيح أن الزمن لا يسير إلا في اتجاه واحد؟ يقول العالم (ستفين هوكينج):" الزمن يمكن أن يتصرف مثل أي اتجاه آخر في الفضاء تحت الظروف القاسية"، ويقول أيضا:" قبل عام 1915، كان يُعتقد أن الفضاء والزمن مساحات ثابتة بالنسبة للأحداث التي تقع ، وكان يعتقد بأن الفضاء والزمن لم يتأثرا بتلك الأحداث. ولكن الفضاء والزمن الآن كميات ديناميكية.. الفضاء والزمن لا يؤثران فحسب، بل يتأثران أيضاً بكل ما يحدث في الكون". هنا نقترب من مفهوم البعد الخامس والذي يطلق عليه (الزمن التخيلي Imaginary Time) ولتبسيط الصورة فتخيل محوراً أفقياً والذي يمثل (الزمن الواقعي Real Time) من الماضي إلى المستقبل بحيث صفر هي (الآن ) والأرقام الإيجابية (3،2،1) باتجاه المستقبل وبطبيعة الحال لا يمكننا العودة للماضي بالاتجاه السالب ( -1،-2، -3).. حسناً الآن فلنتصور محوراً متعامداً على المحور الأفقي، وقتها سيكون هذا المحور العمودي هو البعد الخامس (الزمن التخيلي) والذي أرقامه تخيلية ليس لها وجود في العالم الحقيقي إلا أنها مثبتة بالمعادلات الرياضية. إذاً ما الفرق بين الزمن الواقعي والزمن التخيلي؟ يمكن القول بأنه في الوقت الذي يسير فيه الزمن الواقعي من الماضي إلى المستقبل بخط مستقيم ولا يمكن أن يعكس اتجاهه فإن الزمن التخيلي له سلوكيات الأبعاد المكانية (الطول والعرض والارتفاع) بمعنى التحرك في الاتجاهين الموجب والسالب أي أنه يمتلك خاصية التحرك نحو الماضي بالإضافة إلى المستقبل. هنا قد يتساءل البعض: وكيف يمكن ذلك؟ وفق المعادلات الرياضية فكلما ازدادت سرعة الجسم أكثر فإن الزمن الخاص به سيتباطأ أكثر. وفي تجربة طبقت عام 1971م باستخدام ساعتين نوويتين قادرة على حساب الوقت بدقة متناهية تصل إلى نانو ثانية، وضعت ساعة على سطح الأرض والأخرى في طائرة نفاثة وبعد الرحلة وجد العلماء أن الساعة التي كانت في الطائرة النفاثة قد تباطأ الزمن فيها مقارنة بالساعة التي كانت على سطح الأرض!! إذن فزيادة سرعة الجسم يترتب عليها تباطؤ الزمن الخاص به، وعليه فإذا فرضنا وصول الجسم إلى سرعة الضوء فسيصبح الزمن وقتها صفراً. أما إذا استطاع الجسم أن يصل لسرعة تفوق سرعة الضوء فوقتها سيكون الزمن أبطأ من الصفر وبكلمة أخرى سيصبح الزمن بالسالب وهو ما يعني العودة للماضي. طبعاً كل هذه السيناريوهات تظل نظرية فوصول الجسم لسرعة الضوء يحتاج لطاقة مهولة ناهيك عن تأثر كتلة الجسم. ولكن هل ذلك ممكن؟ في الواقع تعد الثقوب السوداء ظاهرة كونية قابلة لأن تحقق ما ذكر أعلاه. ولتبسيط الفكرة فالثقوب السوداء ذات قوة جاذبية مهولة تستطيع جذب النجوم بل وتستطيع أن تجذب الضوء لمركزها أيضاً.. ولو افترضنا أنك استطعت العودة للماضي، فأي زمن ستسافر إليه؟ وماذا ستفعل؟!