طيب الله ثرى المؤسس الملك عبدالعزيز الذي أسس بنيان هذه الدولة تحت راية التوحيد، ومن بعده سار أبناؤه البررة على نهجه القويم، فكلما ترجل منهم فارس تقدم الآخر، فنزداد بحمد الله استبشارا بالمستقبل المشرق، إنه الغرس الطيب..شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء. فمنذ أيام قليلة تلقى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز البيعة من جموع الشعب السعودي ليكون ولياً للعهد، بعد أن كان يشغل منصب ولي ولي العهد كأول فرد من أبناء الملك المؤسس يشغل هذا المنصب الذي استحدثه طيب الذكر الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يرحمه الله). أمضى ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أكثر من خمسة عقود حافلة بالعطاء والإنجازات في جميع الميادين التي عمل بها لخدمة الوطن في المجالين العسكري كمقاتل والمدني كحاكم، وفي كل المناصب التي تولاها شهد له الجميع بالكفاءة وحُسن القيادة والجدية في العمل، واتسمت شخصيته بسمات الأمانة والصدق والإخلاص ومكارم الأخلاق، فسموه الكريم واحد من صناع التنمية والتطوير، وقد عاصرت ذلك وشاهدته بنفسي وعندي بعض الذكريات التي وقرت في ذاكرتي ووجداني،، فعندما كان سموه أميرا على منطقة حائل اتجه بهذه المنطقة نحو التنمية الاقتصادية الشاملة في جميع الأنشطة الاقتصادية ومن بينها النشاط الزراعي لما للإنتاج الزراعي من أهمية في تنمية الإنسان والمجتمع وفي تنمية الأرض وتنمية الثروة الحيوانية، وإدراكا من سموه بذلك قام بدعوة رجال الأعمال في المنطقة ومن كافة المناطق لإنشاء شركة زراعية كبرى متعددة الأغراض هي (شركة حائل الزراعية) وبطلب من سموه الكريم منحت الحكومة هذه الشركة أرضاً بمساحة 35 كم2 على طريق حائلالقصيم، وبما يملكه سموه من عزم ونشاط تجاوب معه عدد كبير من رجال الأعمال فقامت الشركة برئاسة سموه الكريم وكنت أحد أعضاء مجلس إدارة هذه الشركة التي أولاها- يحفظه الله -كل الرعاية والاهتمام إيمانا من سموه بالأهمية التي تمثلها هذه الشركة الكبرى في ديمومة الإنتاج الزراعي والحيواني وبما ستعود به من المنافع الكثيرة على المنطقة وأبنائها سواء مما سينفق على هذه الشركة أو مما سيعود منها، وفعلا استوعبت هذه الشركة عددا من أبناء منطقة حائل في التشغيل والتوظيف والتدريب، كما أنها كانت حافزا ومشجعا للموسرين من أبناء المنطقة ليقوموا بإنشاء مزارع نجحوا فيها بفضل الله ثم بما اكتسبوه من خبرات نتيجة العمل بهذه الشركة. كان صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز يقوم بنفسه بالتوجيه والإشراف الفني المباشر على الشركة ومزارعها وذلك بما له من خبرة في المجال الزراعي حيث لديه في هذه المنطقة مزرعة نموذجية من حيث الإدارة والتنظيم وكان في اجتماعات مجلس الإدارة حازما في تنفيذ قرارات المجلس ويؤكد على تنظيم العمل وتنظيم الوقت ويطلع المجلس على ما يتم من انجازات في مواقع العمل وكان -يحفظه الله- حريصا على أداء مهامه وواجباته تجاه الشركة فكان يقوم بنفسه بالاتصال على الدوائر الحكومية لإنهاء أعمال الشركة حتى نجحت الشركة نجاحا باهرا لحسن تنظيمها وإدارتها واستطاعت أن تسدد للمساهمين فيها كل ما دفعوه في رأس المال خلال خمس سنوات فقط، ثم واصلت مسيرتها الناجحة وأصبحت صرحا زراعيا مرموقا له عوائد اقتصادية واجتماعية وتنموية على منطقة حائل بما تقدمه من إنتاج متنوع في الثروة الحيوانية والدواجن وإنتاج التمور والخضراوات والفواكه والبطاطس وصناعة الأعلاف. هذا هو ولي العهد الأمين الذي نشأت بينه وبين المواطنين علاقة حب ووفاء لما يتميز به -يحفظه الله- من التواصل والتلاحم، واحترام الشعب ومقدرته على التعامل مع جميع الطبقات والمستويات، فضلا عن تواضعه وسمو أخلاقه وبسمته المضيئة التي لا تفارق محياه. حفظ الله سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحفظ ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وحفظ قادتنا وولاة أمرنا، وأدام على بلادنا نعمة الأمن والأمان والاستقرار في ظلهم المديد وحكمهم الرشيد.