صحاري وجبال محافظة رنية من المناطق التي تضم تنوعاً تضاريسياً فريداً من نوعه حيث تشمل الهضاب ذات الصخور الجرانيتية والشعاب والأودية والرمال الذهبية هذه الطبيعة ذات التنوع النباتي والفطري جذبت الإنسان إليهامنذ القدم فترك في مغارات هذه الجبال وفي صخور الشعاب آثاراً ونقوشاً كثيرة لها أهمية كبيرة رغم أن الكثير منها لم يخضع للمسح الأثري أو الاهتمام من قبل الهيئة العليا للسياحة، ويعود ذلك إلى عدم رصدها أو عدم معرفة هواة الصحراء والآثار بها. هذه الجبال ذات الأشكال الصخرية المتنوعة والتي تُعد منتزهات طبيعية للأهالي تتعرض حالياً من قبل شركات التنقيب عن صخور الجرانيت إلى التدمير الكلي وقد تعرضت بعض الأماكن الأثرية وأماكن التنزه للأهالي إلى التدمير الكلي دون مراعاة من الشركات للأهمية الأثرية والسياحية لهذه الأماكن. هذه الشركات التي أغرتها نوعية الصخور التي يصنع منها أفخر أنواع الجرانيت الطبيعي لم تستجب لنداءات الأهالي ومحبي المناطق الطبيعية ومازالت تواصل مشوار التدمير والتشويه لهذه الأماكن ذات الطبيعة الساحرة. والقادم لمحافظة رنية من جهة الطريق الجنوبي لها يرى بعينه حجم التدمير الذي تتعرض له معالم وجبال المحافظة ومن أهم تلك المعالم جبل الوقف الشهير والذي ورد اسمه في الشعر الجاهلي ويُعد معلماً هاماً للمحافظة، كما أنه هام لسكان البادية القادمين من الصحارى المجاورة حيث يتم من خلال مشاهدته تحديد اتجاه الدخول للمحافظة. المواطن محمد السبيعي يقول: أشعر بالألم عندما أشاهد أماكن لها ذكريات في نفسي مثل هضاب واردات والقنيعات وهي تتعرض للتكسير والتدمير من قبل شركات التنقيب عن صخور الجرانيت لذا نأمل من الجهات المعنية التدخل لوقف هذا السيل المدمر وبطريقة عشوائية وحصر أماكن التنقيب في منطقة معينة ويشير سعود السبيعي إلى أن هذه الشركات رغم ما تستفيده من جبال المحافظة لم تقدم أي شيء للمحافظة ولو مجسم جمالي على مدخل المحافظة ومن صخورها. كذلك فقد الأهالي أماكن تنزه تعرف باسم الغيران وهي كانت موجودة في جبل الورك وهضبة أبوسريع وغيرها، وقال سعد بن حمود ان هذه الشركات تعمل بطريقة عشوائية وفي أماكن متفرقة من المحافظة، وقد وصلت أيادي التدمير إلى جبال ومعالم لها أهمية ولها عشقها عند الأهالي، ومن الناحية البيئية يقول ناصر بن سعد إن تدمير أجزاء كبيرة من جبال المنطقة تسبب في تدمير مجاري المياه وتغيير اتجاهها عن الشعاب والأودية مما تسبب في موت أعداد كبيرة من الشجار والنباتات الحولية بالاضافة لانقراض وهجرة عدد من الأحياء الفطرية ومنها طائر الحجل وحيوان الغرير والثعلب البري وبالتالي انقراضها تماماً من المنطقة. وبحسرة يتحدث المواطن عبدالله الدوسري عن الدمار الذي لحق بمعالم المحافظة وهي مصدر ثراء تاريخي وأدبي للباحثين، ونأمل أن تجد أصواتنا آذاناً صاغية ومدركة لحجم التدمير بل نطالب بتشكيل لجان من الآثار والسياحة والمحافظة لاتخاذ قرارات توقف تدمير وطمع هذه الشركات.