منذ عصور ما قبل الإسلام وجبال رنية معالم بارزة خلدتها قصائد شعراء الجاهلية وحتى عصرنا الحاضر، كما أوردتها كتب التاريخ لوقوع محافظة رنية على مفترق طرق قديما وحديثا، واليوم يصرخ سكان المحافظة لحماية كنوز جبالها الأثرية، التي تحتوي على سجلات تاريخية منذ ما قبل عصر الكتابة، والتي اعتمدت على النقوش والرسم في تسجيل وتدوين الأحداث وخاصة العظمى منها. وفي حين تغفل هيئة السياحة والآثار عن تلك الدفاتر الأثرية على صخور الجبال، تواصل شركات التعدين دكها غير آبهة بما تحتوي من تاريخ يسرد أحداث أزمنة وأجيال متعاقبة مرت وسكنت تلك الديار، حتى نزفت الصخور آثارا وتاريخا. ناصر السبيعي يقول «تحتوي جبال رنية على الكثير من المواقع الأثرية والرسوم والكتابات التاريخية القديمة، وسبق أن رفعنا عدة خطابات للجهات المعنية للحفاظ على تلك المواقع من الاندثار على يد شركات التعدين التي لا تهتم سوى بالأرباح المادية ولا تفهم سوى لغة المال ولا يعنيها الحفظ على التاريخ». مخلد بن عويد، قال «هناك الكثير من جبال المحافظة وردت في قصائد الشعراء منذ العصر الجاهلي وما بعد ذلك، مما يدل دلالة واضحة على معرفة إنسان ذلك الزمان بها وسجل على صخورها الأحداث والمواقع التي مرت بهم نقشا وكتابة، لكن شركات التعدين للأسف لا تعير ذلك أي اهتمام». نواف السبيعي، قال «بخلاف ما تحتويه تلك الجبال من رسوم أثرية فإن الجبال ذاتها تعد رموزا تاريخية تحدد المواقع لأهالي المنطقة منذ قديم الزمان، وهي موجودة قبل أن يخلقوا وليس من السهل عليهم رؤية زوالها بين يوم وليلة». أما محمد بن مسلم فيقول «معظم خبراء شركات التعدين الذين يحددون مواقع عملها هم من الأجانب، ولا تعني لهم تلك المواقع وآثارها التاريخية شيئا، وبإمكان شركات التعدين المساهمة في الإبقاء عليها بالعمل في محيطها وليس بالضرورة دك الجبال وتفتيت الصخور التي تضم النقوش والكتابات القديمة». نادر التويم، قال «في حال قررت هيئة السياحة والآثار زيارة المنطقة فبإمكان أي منا أن يدلها على المواقع الأثرية، وهي تحدد ما يبقى عليه بحسب أهميته التاريخية، ولا بد من ذلك لتبقى رموزا شامخة للأجيال القادمة كما كانت قديما». السكان من جهة ثانية، طالبوا ملاك شركات التعدين مراعاة المواقع الأثرية والابتعاد عنها، مؤكدين أن ذلك يعتمد على درجة وعيهم بالحضارة الإنسانية عموما، ومدى وطنيتهم في الحفاظ على هذه الكنوز.