في شهر رمضان تتسابق القنوات الفضائية على تقديم البرامج والمسلسلات، وذلك حرصاً منها على اجتذاب أكبر عدد من المشاهدين. وأنا كغيري أتابع ما تقدمه بعض القنوات وبالذات البرامج المسلية التي تهدف لإضحاك المشاهد وتسليته، ومن هذه البرامج «برنامج قرقيعان» بطولة داوود حسين والذي تعرضه قناة MBC بعد عرض مسلسل (طاش ما طاش)، ولكني صدمت كثيراً وأنا أتابع البرنامج في حلقته في يوم الأربعاء 2/9/1426ه من الوصف الذي وصف به الممثل حسن البلام بعض الشباب السعودي الذين يقضون جل وقتهم في شارع التحلية في مدينة الرياض. فالحقيقة نحن مجتمع كغيرنا من المجتمعات لدينا إيجابيات ولدينا سلبيات، مجتمع ليس معصوماً من الخطأ، وبالتالي ليس معصوماً من النقد بل نحن كمجتمع متحضر واع نرحب في النقد أيما ترحيب ونتقبله بصدر رحب إن كان هادفاً وإن كان بعيداً عن التجريح، لكن ما قاله الممثل حسن البلام في وصفه الغريب تعدى خطوط الإضحاك والتسلية، وتجاوز حدود الأدب، وهذا التهجم على المجتمع السعودي الذي صدر من الفنان ليس الأول، بل هو التهجم الثاني حيث إنه في أحد المشاهد وبمشاركة نفس الفنان تم إظهار شاب سعودي على أنه ارهابي، وذلك في إحدى حلقات قرقيعان في السنة الماضية. وقدم ذلك بقالب كوميدي، فهل يصح مثل هذا؟ وهنا لا أوجه كلامي لأسرة قرقيعان التي كنا نتمنى منها أن تحسن اختيار مواضيعها بما يعود بفائدة على المشاهد، وذلك عن طريق تقديم وجبات كوميدية خفيفة ومسلية بعيداً عن التجريح والنقد غير الهادف، وإنما أتوجه لقناة MBC بالسؤال عن درجة رضاها عما صدر في حلقة قرقيعان 2/9/1426ه؟!!