لم يدر في خُلدنا نحن الصغار بأننا، سنكتب يوما كلمات الشكر ونصوغها بحروف من ود أمام الملأ لشيخنا ومعلمنا، وكلنا فخر أن تتلمذنا على يديه.. لك يا شيخنا كلمات بدت خجلى من تقصيرنا يا من حباه الله علما وبه استعلى خير العلوم قرآنا كان درسنا فيه كيف يتلى.. شيخنا (فتح الله) والذي أجاد قراءة القرآن الكريم بالقراءات العشر الكبرى، شكرا حتى تنفد كلمات الشكر، شكرا لتعليمنا كتاب الله، شكرا لتلك العصا التي مجّدها الآباء، شكرا للسنوات التي قضيتها مغتربا عن أسرتك الحقيقية ومع ذلك غمرتنا بعطف الأب، لم ننس تلك اللحظة المهيبة حينما نسمع صوت محرك سيارتك قادما من بعيد فنلوذ بالفرار ليس خوفا بقدر ما يكون تقديرا كي لا تقع عينك على أحدنا يلعب وهو يحمل القرآن في صدره، لقد كبرنا في تلك القرية على دروسك التربوية قبل التعليمية.. اليوم أغلب الناجحين إن لم يكن جميعهم من أطباء ومهندسين وخطباء وغير ذلك قد تخرجوا من حلقات التحفيظ هذه بعد أن زرع فيهم أمثال الشيخ فتح الله القيم والمعاني والأخلاق العالية التي تناولها القرآن الكريم وتحولت بقدرة الله إلى سلوك وعادات.. فلا غرابة أن يأتي من يحارب ويهاجم حلقات التحفيظ ويقذفها بأبشع العبارات، لأنه وببساطة لم يكن يوما من طلابها ولم ينتسب لها، فهؤلاء ينتسبون للأقلام المسمومة التي تقتات على الأفكار الموبوءة، ولا عجب أيضا أن نجد لهم مرتعا وجمهورا وأتباعا، يقول الشاعر مصورا انقلاب الموازين وتغير الحال: وإنْ عَلانِيَ مَنْ دُونِي فلا عَجَبٌ ** لي أُسوةٌ بانحطاطِ الشمس عن زُحَلِ ختاما: في جعبتي الكثير من الأمس التليد لأحكيه في اليوم المجيد، لذا شكرا لا تكفي ولا تفي في حقك ياشيخنا ولا أملك إلا دعوة أختم بها هذه الومضة: أسأل الله أن يبارك في عمرك، وعلمك، ووقتك، وأهلك، وذريتك ياشيخنا الغالي وأن يحفظك وأن يجزل لك الأجر والمثوبة إنه ولي ذلك ومولاه والقادر عليه.. آمين ..