كان الشخص في الماضي عندما ينقطع عن أهله وأصحابه وجيرانه بسبب ظروف الحياة الصعبة -آنذاك-، يلجأ إلى مراسلتهم من خلال إرسال الرسائل لهم، حيث كانت هذه الطريقة الوحيدة للتواصل معهم حينما يبتعد هذا الشخص عنهم أو يسافر إلى مدينة أخرى أو أيّ بلد ما، وذلك قبل انتشار ثورة الاتصالات السلكية واللاسلكية والمرئية، وكان يُعبّر عن هذه الطريقة بأنَّها نصف المشاهدة، وكانت حينها عبارة عن مهمة غير منظمة، فلم يكن هناك "بريد" رسمي يستطيع الشخص أن يرسل الرسالة عن طريقه في أيّ وقت، بل كان الأمر هنا يخضع لنظام "الفزعة"، فغالباً ما يتم بعث الرسائل عن طريق أحد المسافرين الذي ينوي العودة إلى بلاده أو المرور ببلد أحد المغتربين في طريق العودة، فتجد عدداً من رفاقه ومعارفه يسارعون إلى كتابة ما كان يُعرف بال "خط"، حيث يضمنونها عبارات الشوق والود إلى الأهل والأحباب، يسألون عن حالهم فرداً فرداً، وعن أحوال الجيران والأقارب، وربما امتد السؤال إلى "دبش" البيت، وهي الحيوانات التي تعيش مع الناس قديماً في "حوش" المنزل الملاصق لغرف نومهم، بل كان الأمر يصل إلى السؤال عن أدق التفاصيل وبث الأشواق والحنين، وربما الأنين من ألم الغربة. بريد «الطيّبين» غير مسؤول عن عدم وصول الرسالة.. والدكاكين تحولت بعد الطفرة لمنظومة إلكترونية وكان الشخص حينها يتمنى لو تطوى له الأرض فيأتي سريعاً ليحل بينهم ويطفئ لهيب الشوق على أيديهم، وكانت الرسالة تُذيل بتحميل السلام إلى الأصدقاء، داعياً لإرسال رسالة إليه في أقرب فرصة ليطمئن لوصول رسالته، ومن ثمَّ الرد على ما ورد فيها من استفسارات، وكان من تصل الرسالة إليه حريصاً على إعداد رسالة جوابية يضمنها الشوق والسؤال عن الحال، قبل أن يبدأ ببث الأخبار عن أهل البيت وسرد أخبار الجيران وأهل الحارة ممَّن يهمه أمرهم، ويختتم رسالته أيضاً بطلب رد الجواب وإيضاح متى العودة بالسلامة إلى الأهل والأوطان. وبعد أن تمَّ توحيد المملكة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود –رحمه الله-، وما تلا ذلك من نهضة وتطور ظهر البريد بصفة رسمية، وأصبح له مكاتب منتشرة في المدن والبلدات الكبيرة، وصار هناك ما يُعرف ب "ساعي البريد"، وهو اسم مشتق من مهمته التي تتطلب السعي بين البيوت والأحياء من أجل إيصال الرسائل إلى أهلها، حيث كانت هذه المهنة من المهن الجيدة التي يتقاضى صاحبها أجراً ماديّاً جيداً في تلك الفترة، إذ كان راتبه الشهري في منتصف الثمانينات الهجرية يصل إلى (275) ريالاً، وكان "ساعي البريد" في البدايات يوزع البريد عن طريق المشي على قدميه، ثمَّ تطور الحال وتحسن قليلاً بعد أن تمَّ منحه "دراجة هوائية" يتنقل بها بين البيوت والأزقة حاملاً معه "شنطة البريد"، حيث كان يطرق الأبواب ليسلم ما معه من رسائل خاصة بكل بيت. وحدث بعد ذلك طفرة نوعية في مجال البريد، حيث تمَّ تأمين سيارات صغيرة الحجم بالكاد تكفي مقصورتها لانحشاره خلف مقودها، وفي مؤخرتها صندوق صغير تُحمل فيه الرسائل، وكانت هذه السيارة الصغيرة تتميّز بصغر حجمها، ممَّا جعلها تتناسب مع عملية توزيع البريد في الأحياء ذات الأبنية الطينية والأزقّة الضيقة، حيث كان يدخل سائقها هذه الممرات الضيقة، التي كانت تسمى "سوابيط"، ومفردها "سابوط"، وكان لهذه السيارة منبه مميز، وكانت تسير بسرعة وخفة، فإذا ما صادف ساعي البريد أحداً يمشي ضرب على المنبه ضرباً متقطعاً، فيبادر من كان يمشي أمامها بالتنحي عن الطريق والإفساح لها، وتختزن ذاكرة "الطيبين" صورة تلك السيارة التي كانت منتشرةً في مطلع التسعينيات الهجرية بلونها الأصفر وهي تجوب شوارع البلدات القديمة. بريد مستعجل لم يكن الناس فيما مضى يرسلون البريد إلاَّ من خلال قطع مسافة ما بسرعة كبيرة لبلوغ الهدف المنشود، في ظل عدم توفر وسائل المواصلات الحديثة، لذلك كان من يتولى هذه المهنة يختار بعناية، وكان من أهم الصفات التي يجب أن تتوفر فيه هي السرعة العالية، وكان أمراء البلدات والقرى يستعينون بعدد من "الأخوياء" ممَّن يتميزون بالسرعة، خصوصاً حينما يتعلَّق الأمر بإرسال البريد المستعجل إلى العاصمة "الرياض" والمدن والقرى التي تقع في محيطها، أو إلى أمير المنطقة التي تتبعها البلدة أو القرية خارج "الرياض". رسالة عتاب وكان من صور المعاناة التي يعيشها البعض بقاؤهم عدة أشهر دون أن يصلهم رد ممّن أرسلوا إليهم رسالة يطمئنون من خلالها عن أحوالهم، فيكون تفكيرهم حينها بين أمرين، الأول هو عدم وصول الرسالة للشخص المعنيّ، إمَّا لضياعها أو عدم استلامها بسبب أيّ ظرف، ومن هذه المواقف ما حصل مع الشاعر "سعد بن محمد بن حجي" -رحمه الله-، الذي بعث برسالة من "الأحساء" إلى صديقه "إبراهيم بن زيد" -رحمه الله- في بلدة "مرات" منذ ستة أشهر ولم يأته جوابها، فحمَّل أحد العائدين إليه برسالة، إلاَّ أنَّها لا يمكن أن تضيع هذه المرة، فهي رسالة شفهية ضمَّنها أبيات شعرية يعاتب فيها رفيقه، وقال فيها: يا الله يا عالم خفيات ظنّي يا مجري السفن في غب الابحار ويا رازق الخلق كافر وسنّي ويا عالم منهم خفيات الأسرار تفرج لمن قلبه عليهم يحنّي اللي بلاه فراق دار على دار من بينهم شهب الضواري عونّي ولا يهيض القلب كود التذكار تكفون من بيوصل العلم منّي براهيم شوق اللي كما ظبي الأقفار إلى أن قال: من "هجر" قد الصبح جيشي مشنّي وعقب الصلاة مطرقات على الغار ويا زين عند عريض درهامهنّي و"كميت" يزمي شايفينه بالأنظار وعقب العصير ركابكم بركنّي في دار من هو يكرم الضيف والجار قل له ورا عنك العلوم أرمسنّي حنا نبي منكم مكاتيب وأخبار ستة شهور بالقلم ورخنّي ثلاثة جنّك والأضحى والإفطار عندي يقين ويش ملهيك عنّي طرد المها اللي دونهن باب وجدار مروت من عقبك عليهن يونّي شبن على قلبه شواظي من النار ومحسن بحب قويت صوت وحنّي راعي الحريق اللي لفت عنه الأخبار ومجنون ليلى طول من صوابه يغنّي قلبه على ليلى خذه طاير طار وأشوف كل من صوابه يونّي والرابح اللي من طريق الهوى دار بريد الدكاكين كانت الرسائل هي الوسيلة الوحيدة التي تربط الناس بعضهم ببعض، فتنقل إليهم أخبارهم عند التغرب عن الأوطان، ولكن قبل توحيد المملكة وقبل دخول الملك عبدالعزيز –رحمه الله- "الرياض" عام (1319ه)، كان بعض أصحاب المحال التجارية "الدكاكين" يتطوعون لأداء خدمة البريد في ميدان العدل "الصفاة"، وذلك بوضع أكياس من القماش الأبيض مكتوب عليها اسم المدينة أو القرية، حيث يضعها عليها صاحب الرسالة، ومن ثمَّ يتم إرسالها باستخدام الدواب مع المسافرين، أمَّا البريد الوارد فيوضع في أماكن خاصة داخل "الدكاكين"، ومن له رسالة يحضر لأخذها، أما الحال في "مكةالمكرمة" و"جدة" فكان مختلفاً، حيث عرفت البريد منذ زمن بعيد، إذ كان البريد يحمل على "الدواب" في رحلات تستغرق (14) ساعة، وكان مكتب البريد يتكون من رئيس ونائب له وبائع "الطوابع"، ويسمى "مأمور كشك"، ومأمور المسجلات والعادي، كما كان البريد يحمل على الجمال إلى "الليث" و"جازان" و"أبها" و"نجران"، وغيرها من مدن الجنوب مرة أو مرتين في الشهر، وفي "المدينةالمنورة" كان يحمل على "الجمال" إلى "جدة" وبعد إنشاء الخط الحديدي بينها وبين "دمشق" أصبح البريد ينقل من خلال "القطار". وكان البريد الخارجي بين "جدة" و"مصر" يتم أسبوعياً بواسطة شركات الملاحة الخديوية والإيطالية والهندية، كما كان ينقل مرة واحدة أسبوعياً بين "جدة" و"بور سودان"، وكل (20) يوماً إلى "الهند"، وبعد توحيد "المملكة" أنشئت "مديرية الأعمال البريدية" في العام (1354ه)، وكانت "مصلحة البرق والبريد والهاتف" قبل عام (1373ه) تدير الأنشطة البريدية، ثمَّ انتقلت المهمة لوزارة المواصلات تحت مسمى "وكالة وزارة المواصلات للشؤون السلكية واللاسلكية والبريدية"، ومنذ ذلك الحين أصبح من يريد إرسال أيَّ رسالة يبعثها عبر البريد ويضمن وصولها إلى من أرسلها إليه في وقت وجيز. ساعي البريد كان البريد يمثل في وقت مضى أهمية كبيرة لمعظم الناس، فقد كان هو طريقة التواصل الوحيدة بينهم، فسواد "ساعي البريد" لا يكاد يفارق أعينهم بدراجته الهوائية، كما أنَّهم يحتاجون إلى مراجعة مكتب البريد على الدوام من أجل مراسلة قريب أو صديق تحيل بينهم وبين رؤيته مسافات طويلة، فيدفعون بالرسالة إلى موظف البريد ويدفعون معها الرسوم ويمضون وهم في شوق إلى سماع طرقات "ساعي البريد" بعد بضعة أيام محضراً رسالة جوابية لهم، لذا لا غرابة في أن يتغنوا به في أشعارهم ويطغى على أحاديثهم، فها هي إحدى الأغاني المنتشرة في ذلك الوقت توثق ذلك الحدث، حيث يقول مطلعها: كلمه ولو جبر خاطر ولا سلام من بعيد ولا رسالة يا هاجر من يد ساعي البريد ظرف الرسالة عند إتمام كتابة الرسالة والفراغ من ذلك لابُدَّ أن توضع في "ظرف"، ومن ثمَّ تُغلَّف جيداً بال "غراء" الموجود بها قبل أن تُسلَّم لموظف البريد، وكان "ظرف" الرسالة الدارج في ذلك الحين والمتعارف عليه هو ذو اللون الأبيض المائل للزرقة وفي جوانبه خطوط تحمل اللونين "الأزرق" و"الأحمر"، ولا يزال البسطاء من الناس، خصوصاً العمالة الوافدة يستخدمونه حتى يومنا هذا، وبعد أن توضع الرسالة في ال "الظرف" يكتب اسم المرسل إليه في يمين ال "ظرف" بعد أن ينزل مقدار أصبعين؛ ليُمكن موظف البريد من لصق ال "طوابع" فوقها، أمَّا اسم المرسل فيُكتب في يسار الظرف بخط واضح مقروء، وبذلك تكون الرسالة جاهزة لتسليمها لموظف البريد، الذي يسأل صاحبها: "هل تريد أن ترسل الرسالة ب (العادي) أو (المُسجل)"؟، فيختار المرسل أحدهما، حيث يُعدّ البريد ال "عادي" أقل رسوماً من ال "مُسجل"؛ لأنَّه يتم الاستلام دون الحصول على إيصال استلام، ممَّا يعني أنَّ البريد ليس مسؤولاً عن عدم وصول الرسالة إلى الشخص المرسلة إليه، وهو أمر نادر الحدوث، على عكس ال "مُسجَّل"، إذ يتم ضمان وصول الرسالة إلى صاحبها، وإن لم تصل إليه، فإنَّ البريد يعيدها إلى صاحبها الأول الذي أرسلها. طوابع البريد تعني "طوابع" البريد دفع قيمة رسوم إرسالية البريد التي تستوفى مسبقاً من المرسل، وكانت رسوم البريد في السابق قبل اختراع الطوابع تستوفى من المرسل اليه بعد أن تختم من الخارج بختم من "الشمع الأحمر"، وكان يقدر الثمن على حسب المسافة وعدد الأوراق، وهناك قصة طريفة لإلغاء هذا النظام، وهي أنَّه في إحدى الدول الأوروبية كان هناك أخ وأخت يتبادلان الرسائل بينهما حسب هذا النظام، بحيث أنَّ المستقبل للرسالة يدفع الرسوم، ففكرا في طريقة للتهرب من دفع الرسوم وعملا حيلة بأن يكتب كل منهما عبارة مختصرة خارج الرسالة بعد طيها تفي بما يوجد بالرسالة، حتى إذا جاء ساعي البريد ليُسلم الرسالة يقرأ المرسل إليه الرسالة دون أن يفتحها ويعتذر عن استلامها لعدم الحاجة, وقد تكرر هذا العمل أكثر من مرة حتى أنَّ "ساعي البريد" شكَّ في الأمر وأخذ يستمع إلى حديث الأخت مع والدها عن الرسالة، فعرف كيفية وصول المعلومة إلى الأخت، فكانت قصة ابتكار ال "طابع"، حيث طبعت "بريطانيا" أول طابع بريد في العام (1840م) من لونين، الأسود من فئة "بنس" واحد للرسائل الخفيفة، والأزرق من فئة "بنسين" للرسائل الثقيلة، ومنذ ذلك التاريخ بدأت جميع دول العالم إلى اليوم في استخدام الطوابع لاستيفاء الرسوم مقدماً. أول طابع سعودي أصدرت المملكة العربية السعودية أول طابع تذكاري في ذكرى الجلوس الملكي تحت مسمى "بريد الحجاز ونجد"، ويمثل ذكرى انتصار الملك عبدالعزيز –رحمه الله- ونجاحه في توحيد الأراضي السعودية "الحجاز" و"نجد" وتنصيبه ملكاً على "الحجاز" وسلطانا ل "نجد"، وكان تاريخ إصدار هذا الطابع في الثامن من "شعبان" لعام (1348ه)، كما تمَّ إصدار أول طابع بريد يحمل اسم "المملكة العربية السعودية" في عام (1356ه)، وهو إصدار ولاية العهد للأمير سعود بن عبدالعزيز، ولتخليد المناسبات الوطنية صدر أول طابع تذكاري يحمل ذكرى الجلوس الملكي، ويظهر فيه شعار المملكة "سيفين" و"نخلة"، وتعد هذه المجموعة من الطوابع أغلى إصدار بعد إعلان توحيد "المملكة العربية السعودية"، كما أنَّها تُعد من أندر الطوابع السعودية، ويصل سعر طابع ولاية العهد للملك سعود بن عبدالعزيز بين هواة الطوابع إلى آلاف الريالات، واستمر إصدار الطوابع التي تحاكي واقع المملكة السياسي والاجتماعي والديني، وصدرت عدة طوابع منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا. هواة المراسلة عاش كثير من الناس ذكريات جميلة مع البريد، حيث كان الوسيلة الوحيدة للاتصال بالآخرين، سواءً المؤسسات أو الأفراد، وكانوا يتراسلون فيما بينهم عن طريق القراءة في المجلات والصحف التي تنشر صورهم وأسمائهم والهواية، التي تكون غالباً المراسلة، فيتراسلون عن طريق البريد ويتعرفون على بعضهم البعض، سواءً داخل المملكة أو خارجها، كما كان الصغار يشاركون في مجلات الأطفال، مثل مجلات "ميكي" و"سعد" و"ماجد"، وغيرها، كما كانوا يراسلون الدوريات والمطبوعات لحل المسابقات التي تنشرها، ومنذ عهد قريب مسابقات فوازير رمضان للصغار والكبار في التلفزيون السعودي. وكم كانت المواقف الطريفة كثيرة، ومن هذه المواقف موقف طالب في المرحلة المتوسطة منذ أربعة عقود كانت هوايته المراسلة، فقد كان يكتب الرسائل ويبعثها لأصدقاء التعارف، وعمل البريد في تلك الفترة على توزيع صناديق لاستلام الرسائل في أيّ وقت، وتمَّ توزيعها في عدد من أحياء المدن، حيث يستطيع من أراد بعث رسالة في خارج وقت الدوام أن يضعها فيه ليأتي "ساعي البريد" ويأخذها من الصندوق ويرسلها، ووضع هذا الطالب عدداً من الرسائل في المساء وعاد إلى بيته منتظراً الرد يأتي إليه على عنوانه في مدرسته المتوسطة، وفي الغد جاء "ساعي البريد" يطلبه في المدرسة ليعطيه عدداً من الرسائل، فتعجب كيف وصل الرد بهذه السرعة، لكن "ساعي البريد" عقَّب قائلاً: "ضع على هذه الرسائل طوابع، ومن ثم أحضرها إلى مكتب البريد". وكان هذا الطالب وضعها ظناً منه أن من يضع رسالةً في هذه الصناديق يستطيع أن يرسلها مجاناً ونسي وضع ال "طوابع"، ومن هذه المواقف موقف أحد المراهقين الذي مر بمقر البريد فوجد سيارة التوزيع الرئيسة متوقفة وبابها مفتوح وقد نزل منها الموظف ليوصل عدد من رسائل البريد المحمولة في أكياس، ولما رأى السيارة بدون حراسة نزل من سيارته بسرعة وسرق "كيساً" منها وهرب وذهب مع صديق له إلى موضع خالٍ قريب من البلدة وفتحوا الكيس المختوم بالرصاص، ومن ثمَّ فتحوا جميع الرسائل بحثاً عن شيء ثمين، فلم يجدوا إلاَّ أوراق رسائل ومع بعضها أشرطة تسجيل "كاسيت" كانت العمالة ترسلها إلى المغتربين من أبنائها ليسمعوا رسائلهم صوتياً، خصوصاً من كان لا يحسن القراءة والكتابة منهم، فأصيب السارق بخيبة أمل كبيرة، حيث كان يعتقد أنَّه سيجد بعض النقود أو أشياء ثمينة، وتمنى أنَّه لم يقدم على هذا الفعل. تطور البريد صدرت أول ميزانية مستقلة للبريد في شهر رجب عام (1392ه) بعد إنشاء "المديرية العامة للبريد"، وتلا ذلك قفزات تطويرية كان أولها إنشاء "المديرية العامة للبريد" خدمة "البريد الممتاز" في نهاية عام (1404ه)، تلا ذلك صدور قرار مجلس الوزراء في مطلع عام (1423ه) بتحويل "المديرية العامة للبريد" إلى مؤسسة عامة تعمل وفق فلسفة القطاع الخاص، فبدأت تحويل مكاتب البريد إلى واحة من الخدمات والشبكة الإلكترونية وتبادل المعلومات الإلكترونية والصناديق الإلكترونية والمركبات البريدية والآليات الإلكترونية وإدارة توزيع البريد آليا وأجهزة البريد الآلي وتسليم البريد بواسطة القارئ الكفي، كما تمَّ تفعيل خدمة صناديق "واصل"، وصارت الرسائل تصل الى أصحابها في مدة وجيزة قد تستغرق يوماً أو يومين بدلاً من الانتظار قديماً من بضعة أيام إلى شهر. آلات فرز حديثة تقرأ العنوان الجديد وتضمن وصول الرسالة في وقت قياسي اعتماد البريد على التقنية الحديثة ضمن حفظ وسرعة وصول الرسائل استحدث البريد اسطولاً من السيارات لإيصال الرسائل إلى مقر سكن المواطن طابع بريدي تمَّ إصداره بمناسبة مرور خمسين عاماً على صدور أول طابع تذكاري بالمملكة لا يزال ظرف الرسائل بالخطين الأحمر والأزرق مستخدماً حتى يومنا هذا تطوع بعض أصحاب الدكاكين لأداء خدمة البريد في ميدان العدل «الصفاة» طابع بريد سعودي تمَّ إصداره بمناسبة ذكرى الجلوس الملكي طريقة كتابة عنوان المرسل، والمرسل إليه على الرسائل تطورت الخدمات البريدية وأصبح بإمكان المواطن والمقيم إرسال الرسائل بيسر وسهولة لعبت الدراجة الهوائية دوراً مهماً في مساعدة ساعي البريد في الماضي