هو عبارة عن كتلة من الخلايا الشاذة غير طبيعية التي تظهر في أجزاء من الدماغ وتؤدي إلى الضغط على المخ، والأطفال المصابون بهذا المرض غالبا مايعانون من آلام في الرأس، ازدواجية في النظر، والقئ المستمر، ويمكن أن يعاني الطفل أيضاً من صعوبة في التركيز والمشي والكتابة، وقد تسوء الأعراض عندما يزداد حجم الورم مما يسبب ضغطاً داخل المخ على الحواس والأعصاب. ويتم إجراء سلسلة من الفحوصات التي يتم من خلالها التعرف على نوع الورم المسبب لتلك الأعراض السابق ذكرها، وفي حالة ظهرت هذه الأعراض يجب سرعة استشارة طبيب مختصص وإجراء الفحوصات اللازمة كالفحص عن طريق التصوير بالأشعة، التصوير عن طريق الرنين المغناطيسي حيث يحقن المريض عن طريق الوريد بصبغة ملونة تسمح برؤية الأنسجة غير الطبيعية، ويعتبر هذا التصوير غير مؤلم وليس له مضاعفات إنما الصوت الذي يصدر خلال التصوير هو الذي قد يسبب إزعاجا لبعض الأطفال، والتصوير بالأشعة المقطعية حيث يعطى المريض قبل التصوير صبغة ملونة عن طريق الوريد مما يسهل رؤية الأنسجة غير الطبيعية، وقد يستخدم التخدير للمريض لبعض الأطفال تفاديا للحركة، ويكون التصوير عبارة عن الدخول في اسطوانة تشبه النفق لأخذ صورة كاملة للجسم تصنف الأورام التي تصيب المخ والحبل الشوكي على حسب موقعها في المخ وتكوينها البيولوجي، علماً أن الموقع لمعظم تلك الأورام هو تحت الخيمة المخيخية، من هذه الأورام: * ورم الدماغ وهو ورم سريع النمو كما أنه يشكل نسبة 20 % من جميع أورام الدماغ لدى الأطفال من عمر الولادة إلى 19 سنة، ويعتبر من ضمن الأورام الخبيثة والخطرة. * ورم الخلايا النجمية، وهو يشكل نسبة 15% من الأورام الدماغية للأطفال، وهذا النوع من الأورام الخفيفة كما أنه قد لايحتاج لعلاجات أخرى بعد العملية الجراحية. * ورم البطانة النخاعية العصبية، ويشكل نسبة 7% من أورام المخ التي تصيب الأطفال، وينتشر هذا الورم في كل من المخ والنخاع الشوكي ويتم علاجه عن طريق العملية الجراحية أولاً ثم العلاج الاشعاعي وفي بعض الحالات يستخدم العلاج الكيميائي. * ورم جذع الدماغ الدبقي وهذا النوع يشكل نسبة 10 -20 % من جميع أنواع الأورام التي تصيب الأطفال ويتدرج هذا النوع من الأورام على حسب موقعه كما يمكن استبدال العملية الجراحية بالعلاج الإشعاعي. طرق العلاج المتبعة أولها الجراحة، ففي معظم حالات أورام الدماغ يجب محاولة استئصال الورم عن طريق الجراحة، بالرغم من الآثار الجانبية الناجمة عن الجراحة إلا أنها ضرورية جداً، ومن مضاعفات الجراحة صعوبة النطق، عدم التوازن عند الحركة سواء المشي أو الجلوس، خلل الهرمونات الذي يؤدي إلى قصور النمو الجسماني للطفل، وقد تكون هذه الأعراض مؤقتة وقد تستمر لمدة طويلة ولكن بالتعاون مع أخصائي النطق والعلاج الطبيعي سيتمكن الطفل بإذن الله من استعادة تلك الوظائف تدريجياً. ثانيها العلاج الإشعاعي، وهدف هذا العلاج هو قتل الخلايا السرطانية الموجودة في الجهاز العصبي، فعلاج الأورام للأطفال الذين تبلغ أعمارهم أكثر من 3 سنوات يتطلب استخدام الأشعة على المخ والعمود الفقري اعتماداً على موقع الورم، وأثناء العلاج الإشعاعي سيتلقى المريض الأشعة الموجهة على موقع الورم في الرأس والعمود الفقري وتكون الجرعات موزعة على جلسات يومية لمدة شهر أو أكثر مع إعطاء المريض راحة في يومي الجمعة والسبت، ويعطى المريض في بعض الحالات مخدراً وذلك لضمان بقائه ثابتاً. وقد تكون الأعراض الجانبية للعلاج الاشعاعي مؤقتة أو دائمة وقد يصاب بها المريض أثناء فترة العلاج أو بعد فترة طويلة وهذه الأعراض هي: الشعور بالتعب، القئ، فقدان الشهية، تغير لون البشرة، صعوبة في البلع، كما قد تؤثر على الجهاز المناعي للجسم والصفائح. والجدير بالذكر أن هناك بعض الأعراض التي تصيب المريض في المراحل المتقدمة من العلاج منها التأخر في النطق، التأثير على الذكاء، النمو الجسدي وقصور في النمو وغالبا ماتعطى للمريض أدوية لتقوم بعمل تلك الغدد. وثالثها العلاج الكيميائي، ويعطى عن طريق الفم، الوريد أو المغذي المركزي أو عن طريق حقنة بالعضل، ويكون العلاج الكيميائي إما نوع واحد أو أكثر من نوع للقضاء على الخلايا السرطانية، وبعض العلاجات الكيميائية يجب أن تعطى في التنويم لمدة يومين أو ثلاثة وبعض العلاجات قد تعطى في العيادات الخارجية ويجب على أهل المريض معرفة الأعراض الجانبية التي قد تصيب المريض أثناء فترة العلاج الكيميائي، ومن تلك الأعراض: تساقط الشعر، القئ، الإسهال، الإمساك، فقدان الشهية، التعب، انخفاض في حدة السمع وانخفاض تحاليل الدم وغيرها من الأعراض حيث ستقوم أخصائية التثقيف الصحي بشرحها، الجدير بالعلم أن هذه الأعراض تزول مع انتهاء العلاج الكيميائي وقد تسمر حتى بعد الانتهاء ومثال على ذلك درجة حدة السمع. والانتكاسة في هذه الأورام واردة خلال أول ثلاث إلى خمس سنوات من بداية تلقي العلاج، ولكن بعد انقضاء تلك المدة تصبح نسبة رجوع المرض ضئيلة. يجهل معظم الأطفال سبب التغيرات التي طرأت عليهم منذ إصابتهم بالمرض أو أثناء تلقيهم العلاج فيصابون بالخوف والهلع لأنهم يجهلون سبب هذه التغيرات لذلك يجب التحدث مع الطفل عن مرضه مع مراعاة قدرته على الاستيعاب بالنسبة للأطفال الأكبر سناً يفضل التحدث معهم وإخبارهم بالمعلومات والإجابة على جميع أسئلتهم بصورة بسيطة وصادقة. أما في حالة الأطفال الصغار فإن أكثر مايشغل تفكيرهم هو انفصالهم عن ذويهم بسبب تلقي العلاج الكيميائي، لذلك يجب على فريق الرعاية الطبي التقرب للطفل ومحاولة كسبه ومده بالرعاية. * قسم التثقيف الصحي