سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سعد الحريري التقى «مبارك» وموسى في القاهرة وطالب بمحاكمة دولية للمتهمين في اغتيال والده صيغة تقرير ميليس واضحة ومحددة ومباشرة وتتضمن إشارة إلى دور لسوريا
في نبأ من القاهرة، ان الرئيس المصري حسني مبارك استقبل قبل ظهر أمس، رئيس كتلة «المستقبل» النيابية النائب سعد الحريري في منزله في الاتحادية في ضاحية مصر الجديدة. واستغرق اللقاء قرابة ساعتين، انتقل بعدها النائب الحريري إلى مقر الجامعة العربية والتقى أمينها العام عمرو موسى لمدة ثلاثة أرباع الساعة. ولاحظ الحريري اثر هذا الاجتماع ان لقاءه الرئيس مبارك كان طويلاً، ووصف الرئيس المصري بأنه «رجل حكيم». وقال: «اننا دائماً نسمع نصائحه وان الوالد رحمه الله، كان دائماً يتشاور مع الرئيس مبارك بكل التفاصيل. وأضاف ان مصر كانت دائماً تقف مع لبنان في جميع المراحل، وفي هذه المرحلة الحساسة بالذات تقف مصر مع لبنان وانه يهمها استقرار لبنان. وأوضح اننا ننتظر تقرير المحقق الدولي ديتيليف ميليس حول نتائج تحقيقاته بجريمة اغتيال الرئيس الحريري. وفي ضوء ذلك نأخذ مواقف (وعندما سئل عن عقاب سوريا بعد التقرير، استغرب الحريري وتساءل: لماذا اتهمت النظام السوري .وقال التقرير سيصدر وسنعرف من المسؤول عن جريمة اغتيال الرئيس الحريري. وشدد على ضرورة معاقبة من قام بالجريمة. وحول موقف «حزب الله» قال الحريري ان «حزب الله» حزب لبناني ودائماً يقف بقوة مع المواقف الوطنية اللبنانية، وان موقفه سيكون واضحاً بعد صدور التقرير. وذكّر بقول للأمين العام للحزب حسن نصرالله بأن من ارتكب الجريمة سيأخذ جزاءه مهما كان شأنه. وأشاد «بحزب الله» وقال ان الحزب قاوم الاحتلال الإسرائيلي ومازال يقاوم وان الشعب اللبناني كله معه. وشدد الحريري على ضرورة انشاء محكمة دولية لمحاكمة المتهمين في الجريمة. وأيد عمرو موسى تصريحات الحريري لكنه قال انه يجب عدم استباق صدور التقرير وسيكون لنا في الجامعة رد فعل بعد صدوره. وذكرت مصادر مصرية ان لقاء مبارك - الحريري تناول مرحلة ما بعد تقرير ميليس الذي سلم بعد يومين إلى الأمين العام للأمم المتحدة والحكومة اللبنانية تحدث بعد إعلان التقرير. وذكّرت المصادر بمواقف القاهرة التي ترفض مراراً استباق نتائج التقرير، وحذرت من بؤر توتر جديدة إذا ما تم توجيه الاتهام إلى سوريا أو إلى أي دولة عربية أخرى. وقالت إنه تم في اللقاء محاولة احتواء لأي تداعيات ستحدث، وفي نفس الوقت التأكيد على ضرورة عقاب من قام بالجريمة. من جهة ثانية، نقلت صحيفة «السفير» اللبنانية عن مصادر مطلعة في باريس دعوتها إلى توقع تقرير خطير وواضح من جانب ميليس.. وذكرت ان «صيغة التقرير» سوف تكون محدودة وواضحة ومباشرة، وانه سوف يتضمن الإشارة إلى دور سورية في الجريمة، وان مسؤولين أمنيين كباراً في المخابرات السورية سوف يكونون ضمن لائحة المشتبه في تورطهم في الجريمة. وذكرت المصادر ان الفريق الذي يعمل على وضع التقرير سوف يسلمه خلال الساعات المقبلة إلى الأمانة العامة في نيويورك، وسوف تصل نسخة منه إلى بيروت فجر الجمعة، وسوف تسلم إلى الحكومة اللبنانية وإلى فريق التحقيق اللبناني. وقالت المصادر القريبة من فريق التحقيق الدولي ان هناك الكثير من المعلومات والأدلة بحوزة لجنة التحقيق الدولية، ومن بينها تسجيلات هاتفية لمكالمات حصلت بين المسؤولين الأمنيين والسوريين، وان هدف تمديد عمل اللجنة هو جمع المزيد من الأدلة، وان لدى لجنة التحقيق رؤية كاملة عن أحمد أبو عدس وهوية الذين تورطوا في قضيته. ومن جهتها نقلت «النهار» عن مصادر دبلوماسية في نيويورك ان مجلس الأمن في صدد اتخاذ قرارات جديدة في ضوء تقرير ميليس، وأوضحت أن من بين هذه القرارات ما يتيح اجراء محاكمة ذات طابع لبناني - دولي للمتهمين في جريمة اغتيال الحريري. ولفتت إلى أن التقرير الذي يستعد المبعوث الخاص للأمين العام المكلف متابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن تقديمه إلى المجلس، سيتضمن إشارة واضحة إلى عملية تسريب المقاتلين والسلاح من سورية إلى لبنان، وهو ما يخالف بوضوح القرار 1559 الذي ينص على نزع سلاح «حزب الله» والفصائل الفلسطينية الموجودة في لبنان.