كشف المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية عن وقوع 203 حالات انتحار ومحاولة انتحار في تونس خلال عام 2014، وعن تسجيل 27 حالة انتحار في شهر يناير من عام 2015. وأشار عبدالستار السحباني أستاذ علم الاجتماع ورئيس جمعية علم الاجتماع والناشط بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أنّ البطالة والمشاكل المالية والعائلية تأتي على رأس الأسباب الدافعة إلى الانتحار إلى جانب الأزمات النفسية والمشاكل العاطفية والضغوطات المهنية واليأس ورفض الحياة ومحاولة لفت الانتباه. وقال السحباني إنّ هذه الحالات تتركز أساسا في المناطق المحرومة والأقل حظا في التنمية إذ تمّ تسجيل 31 حالة بولاية القيروان و28 حالة بالأحياء الشعبية للعاصمة تونس. وأبرز عبدالرحمان الهذيلي رئيس المنتدى أنّ هناك صمت رسمي مريب في التعاطي مع هذه التظاهرة نظراً لغياب الخلفية الاجتماعية على برامج المتعاقبين على مواقع القرار خلال السنوات الأخيرة في تونس، واعتبر أن منوال التنمية منذ عقود أسهم بشكل كبير في تنامي هذه الظاهرة التي طالت حتى الأطفال. وشملت حالات الانتحار كل الشرائح والفئات الاجتماعية وكلا الجنسين وكل الأعمار وبشتّى الوسائل (شنقا وغرقا وحرقا وتسمّما) في المعاهد والكليّات والمنازل والغابات. وتأتي مدن القيروانوتونس في الصدارة، بتسجيل 5 حالات شهرياً مقابل اختفاء هذه الظاهرة في ولايتي تطاوين وسليانة.