" يستخدم حوالي 70٪ من مجموع النفط المنتج للحصول على الوقود الخاص بوسائل النقل. مصادر الطاقة المتجددة كالشمس والرياح جيدة، لكنها لا تحررنا من النفط الأجنبي." تلكم كلمات رجل الأعمال الأمريكي (بوون بيكنيس). مقالة اليوم تناقش التحدي الجديد الذي يواجهنا مع الجهود الحثيثة للاستغناء عن المنتجات النفطية في وسائل النقل والمواصلات. هل سمعتم من قبل عن (تيسلاTesla)؟؟ تلكم شركة سيارات أمريكية نشأت عام 2003م وتصنع سيارات تعمل بالطاقة الكهربائية فقط دون الحاجة إلى البنزين. ومما يميز السيارات الكهربائية لشركة (تيسلا) أنها تستطيع أن تقطع مسافات ما بين 400 إلى 500 كلم عند شحنها بالكامل. ونظراً لعدم وجود المحركات القائمة على البنزين فتصاميم السيارة متميزة. هذا ساعد الشركة على بيع السيارات الكهربائية الفاخرة المنافسة للسيارات الفخمة التقليدية التي تسير بالبنزين. كيف كانت النتيجة؟ عندما طرحت شركة (تيسلا) النموذج ( إس)، حصلت تلك السيارة على لقب سيارة العام 2012م من مجلة (موتور تريند) لتتفوق بذلك على كبرى شركات السيارات العالمية. وفي تقييم المستخدمين حققت سيارة (تيسلا) درجة وصلت (99/100) وذلك لأول مرة منذ عام 2000م. كما استطاعت تلك السيارة الكهربائية أن تكون أكثر سيارة تحصد جوائز عام 2013م. بكلمة أخرى استطاعت تلك الشركة الناشئة أن تحجز لنفسها مكاناً بين الكبار!! لكن ما هي التحديات التي تواجه السيارات الكهربائية لشركة (تيسلا)؟؟ من أهم التحديات: 1) مدة الشحن الطويلة بالكهرباء مقارنة بتعبئة البنزين، 2) غلاء السعر حيث تباع أرخص سيارة حالياً بما يقارب 60 ألف دولار أمريكي، 3) قلة عدد محطات الشحن الكهربائي. إذن كيف ستواجه (تيسلا) هذه التحديات؟؟ فيما يتعلق بمدة الشحن تقدم الشركة خياراً للمستهلكين يتمثل ببطارية مشحونة. ولتبسيط الصورة فتصور أن بطارية جوالك انتهت فبدل أن تقوم بشحنها يمكنك استبدالها ببطارية أخرى مباشرة لكسب الوقت. كما تعمل الشركة على تطوير تقنيات جديدة للشحن السريع. وبالنسبة لغلاء السعر ففي حين تصنع الشركة حالياً حوالي 50 ألف سيارة سنوياً فالخطة أن تنتج 300 ألف سيارة سنوياً عام 2017م مع الجيل الثالث مما سيساعد على حفض تكلفة السيارات إلى النصف تقريباً. أما محطات الشحن فتعمل الشركة على تطوير الشبكة الفائقة لشحن الطاقة (Super Charger Network) وفي عام 2013م تم إنشاء عدد من محطات الشحن في ولاية كاليفورنيا. وتتعاون (تيسلا) حالياً مع شركة (موبيلي) الإسرائيلية لتطوير تقنيات السيارات بدون سائق في الأجيال القادمة من السيارات الكهربائية.. وهنالك حديث عن استفادة (تيسلا) من محطات الشحن التي شيدتها شركة (بيتر بليس) الإسرائيلية كذلك.. وفي الواقع قررت الشركة عام 2014م أن تتنازل عن كافة حقوق الملكية الفكرية لجميع براءات اختراعها الخاصة بالسيارات الكهربائية والبالغة أكثر من 200 براءة اختراع. وبكلمة أخرى يمكن لأي شركة في العالم أن تصنع سيارة كهربائية مستخدمة براءات اختراع شركة (تيسلا) بالمجان. والهدف من ذلك هو نشر هذه التقنية وزيادة عدد اللاعبين في هذا القطاع مما سيساعد على نشر البنية التحتية الداعمة للسيارات الكهربائية من محطات الشحن وغيرها مما سيزيد مبيعات السيارت الكهربائية ويؤدي بالتأكيد إلى تقليل الاعتماد على البنزين!! وإن كانت السيارات الكهربائية قد شكلت 15% من إجمالي مبيعات السيارات في النرويج العام الماضي، وتستهدف الحكومة الصينية عام 2020م أن تصل المبيعات داخل الصين لخمسة ملايين سيارة كهربائية،، فأتساءل ما الذي سنصنعه عندما يستغني العالم عن البنزين لصالح السيارات الكهربائية؟؟ سؤال أترك إجابته لكل مفكر وصانع قرار في دول الخليج.