يظل التعصب الرياضي المقيت هاجساً يطل برأسه البغيض على وجه الرياضة السعودية والمجتمع الرياضي، لينشر الفرقة والانقسام بين الجماهير الرياضية، بل وتعدى الأمر الى تشويه العلاقات الاجتماعية، فاصبحنا نرى الأخ وهو يقاطع أخاه، فقد حدثني من اثق به: بأن مشكلة القطيعة بسبب التعصب الرياضي، حاضرة وبقوة في مجتمعنا، فقد كان حاضراً عندما اندلع نقاش رياضي بين أخوين؛ لينتهى النقاش بطرد الاخ الاكبر لأخيه الأصغر من المجلس، فماذا بعد ذلك؟ وقس على هذا المثال؟ وشتان بين التشجيع المنضبط وبين التعصب، فالتشجيع يعني: الميل والانحياز الطبيعي نحو ناد معين، بينما التعصب يعني: الانحياز والميل المتطرف لذلك النادي، لدرجة رؤية الخصم بمثابة العدو. فمتى ينتهي هذا الظلام الدامس؟. وبنظرة متأملة نحو مسببات ومغذيات التعصب الرياضي، لوجدناها كثيرة ومتشعبة، ولكن سنقتصر على تعداد أبرزها: الاعلام الرياضي المتعصب، والذي يكاد يكون السبب الابرز في الوصول بالجماهير الرياضية الى بركان التعصب، من المقالات السلبية والاتهامات الصريحة والضمنية لادارات ولاعبي الاندية المنافسة؛ ضعف الوعي الثقافي الرياضي بين الجماهير الرياضية؛ شبكات التواصل الاجتماعيه والحرية المتوفرة فيها، وعدم وجود رادع نظامي بحق من يسيئون للرياضة والرياضيين بشكل عام. وختاما نتمنى ان يعي الجميع اهمية الوقوف بحزم وقوة في وجه التعصب ومن يغذيه ؛ لننعم برياضة تنافسية ممتعة.