عند الحديث عن الرياضة، يأتي المنتخب أولاً وكل ما عداه أمر ثانوي، إذ لا انتماء أصدق ولا عاطفة أجمل سوى في حب الوطن، وكل المشاعر والعواطف مهما بلغت في حب نادٍ، فهي في حب منتخب الوطن أبلغ وأكمل! على مدى العقود الماضية كنا ملتفّين متحدين حول الأخضر في مشاركاته الإقليمية والقارية، وفي ظل الانفتاح الإعلامي والثورة التقنية وما يعج به الفضاء الآن من قنوات - وإن كانت اللائمة لا تُلقى عليها في الوضع الحالي - بتنا طرفي نقيض حول منتخب الوطن ومسيرته في كل بطولة. طرف أول محايد ومنصف يشارك الوطن أفراحه حين تعمّ أرجاءه ويثني على لاعبي المنتخب بلا استثناء، وطرف آخر مكرس مغذٍ للتعصب غير عابئ به، ويعيد الأمور ثم يقيّم ويضعها في غير نصابها بحسب لون النادي الذي يعشقه، والمنتخب في نظره اُنتخب لاعبوه على غير ما يهوى.! الإعلام بات شريكاً في أي إنجاز يتحقق أو أي إخفاق يحدث، فلابد للمنتمين إليه أن يؤدوا دورهم لدعم الوطن والدفع بالأخضر في كافة المحافل، وذلك لن يتأتى إلا بالرفع من المعنويات وشحذ الهمم. ذلك الصنف لا تقوم له قائمة إلا بعد أن تلبى رغبةً في داخله، وإلا فإن حديثه سيكون مشتتاً في عدة أمور، حول من ضُم ومن اُستبعد، بل ويقلل من مستوى وهدف - لاعب ما - شارك وأجاد وأفاد، والعلة في كونه ينتمي لغير فريقه تلك الآراء يتبناها بعضهم ممن يحملون الطابع الرسمي، في وقت كان المؤمل فيه من الجميع الوقفة الصادقة مع المنتخب في أستراليا 2015. أجزم أن الأخضر لن يحقق شيئاً في المستقبل، إن بقينا نتساءل حول مَن هو الأسطورة، ومن الأحق بحمل شارة القيادة؟