اطلعت على الكاريكاتير بصحيفتكم «الرياض» في يوم الاثنين الموافق 15 شعبان 1426ه والذي طرح فيه(الهليل) بعض اسباب الزحام الحاصل بمدينة الرياض الذي أصبح لايطاق. وأود هنا ان أضيف على ماذكر الأخ الهليل ان من أهم أسباب الزحام في مدينة الرياض أيضاً مايلي: الجامعات: حيث يوجد بمدينة الرياض أفضل الجامعات السعودية والكليات والمعاهد الفنية التقنية والصحية، ولعل هذا من اهم اسباب الهجرة إلى مدينة الرياض والتي ذكرت بعض الاحصائيات، وقد سمعت هذا الرقم خلال مقابلة أجريت مع الاجتماعي د. الفوزان قبل اربع سنوات ان الهجرة إلى مدينة الرياض تقدر بحوالي100,000 مائة الف شخص سنوياً، يهاجر إلى مدينة الرياض. هذا قبل أربع سنوات فكيف بها اليوم واضف إلى هذا النمو السكاني الطبيعي في كل مدينة. المستشفيات : حيث يوجد في مدينة الرياض افضل المستشفيات، ولا نشك بأن العواصم تختلف او يجب ان تختلف عن غيرها، ولكن نقول هذا مما أدى إلى هذا النزوح والهجرة غير الطبيعية في ظل قصور واضح في التخطيط في مدى استيعاب الخدمات لعدد السكان. الوظائف: لِمَ دائماً تحصر الوظائف العليا وغيرها في المدن الكبرى ؟ لِمَ لايكون هناك توزيع لتلك الوظائف وذلك للحد من هذه الهجرة غير الطبيعية وغير الصحية، فعلى سبيل المثال أذكر قبل ثلاث سنوات ان إدارة المرور بالرياض تذكر ان هناك ساعات ذروة بمدينة الرياض مثلاً الساعة الثانية ظهراً والساعة الرابعة والنصف عصراً وهكذا. اما اليوم فأين تلك تلك التصاريح؟ ذهبت ادراج الرياح لكون أوقات الرياض وشوارعه أصبحت كلها ذروة، لاتجد شارعاً ولاممراً اوطريقاً سريعاً إلا مزدحماً إلى درجة الوقوف الكلي للسيارات والزحف البطئ والبطئ جداً مما ينتج عن ذلك التأخير في الوصول إلى أماكن العمل والمدارس والجامعات والذين لديهم مراجعات للمستشفيات الأمر الذي انعكس تلقائياً على نفسيات المواطنين، وقد نلاحظ ذلك في وجوه قائدي السيارات صباحاً ومساء. كثرة السائقين الاجانب والعمالة: ألاحظ كما يلاحظ غيري ان العمالة تمنح بسهولة رخصة قيادة السيارة، فلم التساهل مع السماح للعمالة بقيادة السيارة، ولعله من المناسب ان اقترح هنا ان تمنع العمالة من قيادة السيارات الخاصة داخل المدن الكبيرة مثل الرياض وماشابهها للحد من هذا الزحام، وكذلك للحد من التلوث البيئي. كما ارجو ان يوضع بعين الاعتبار القاعدة المعروفة المشهورة:(تغليب المصالح العامة على المصالح الخاصة) واعني بهذا إذا كان صاحب المؤسسة او الشركة مستفيداً من ان يقود اغلب عماله سيارات خاصة لإنجاز أعماله فالمجتمع متضرر في هذه الحال (والضرر يزال) وهذا ايضاً ينسحب على شركات الليموزين التي اتعبتنا في مدينة الرياض. مقترح : لعله من المناسب بعد ذكر بعض من اهم الاسباب التي أدت إلى وجود الأزدحام في مدينة الرياض ان اذكر هنا بعض الحلول وأبعث بها إلى وزارة التخطيط وإدارة المرور ووزارة الصحة ووزارة التعليم العالي فأقول : أولاً: بالنسبة للجامعات والمستشفيات فلماذا لاتنشأ جامعات كبرى وكليات ومعاهد فنية كالتي بالرياض في كل منطقة من مناطق المملكة، فعلى سبيل المثال المنطقة الشمالية. لماذا لا تكون مدينة عرعر وهي مركز الامارة هناك كالرياض في توفر الخدمات من جامعات ومستشفيات، كل هذا يحتاجه البلد لأن وجود مثل هذه المنشآت يتطلب تكتلاً سكانياً فستكون عرعر هي المركز وسيفد إليها السكان من الأماكن المجاورة لها، وهذا الاقتراح ينسحب أيضاً على المنطقة الجنوبية والتي اتوقع ان اكثر النازحين لمدينة الرياض من هاتين المنطقتين فتكون الباحة او ابها مركزاً كالرياض. ثانياً: توزيع الوظائف في المدن والمحافظات وحصرها فيها بحيث لايمكن النقل منها مع إمكان النقل إليها. ثالثا: إذا لم يتحقق شيء مما ذكر فلا أقل من وجود بدائل من السيارات في المدن المزدحمة كالرياض، ومن البدائل مايلي: 1-مترو الانفاق ويكون موازياً للدائري مثلاً. 2-القطارات بدلاً من النقل الجماعي. 3-وجود سيارات نقل جماعي تمر بكل شارع رئيسي وتكون في حدود«15» راكباً فقط لسهولة الحركة(مكروباص). 4-تقليص شركات الليموزين، وهذه ستقلص تلقائياً في حال تم توفير بعض او احد البنود الثلاثة أعلاه. وفي الختام آمل من كل مسئول ومن كل مواطن غيور على بلده المساهمة في إيجاد الحلول المناسبة وتنفيذها، وأذكر الجميع بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه). كما اذكر بوجوب تغليب المصالح العامة على المصالح الخاصة التي ارهقتنا. والله من وراء القصد.