ليس الامر أنه ولي الامر الذي بايعناه وعاهدناه بالسمع والطاعة بل الامر انه الخبير الذي يعلم ما تحمله الكلمات بين سطورها حين تقدم اليه، هذه هي خصلة علمناها وتيقناها جيدا في شخص خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وأعزه، لهذا حين نطلع على ملف ذوي الاحتياجات الخاصة وذوي الاعاقة سنجد ان سلمان الخير متواجد حاضر بدعمه ورايه وفكره وتوجيهاته السديدة في كافة المراحل وفي كل قمة تم الانجاز فيها بتميز فان ابا فهد اعزه الله يتربع فوقها، مركز الملك سلمان لابحاث الاعاقة والجمعيات الخيرية التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين كلها اول ما تتلمس خطاها على درب العمل يكون سلمان المحفز الداعم الموجه، واليوم وقد تولى الامانة فان الامر لا بد وان يختلف شكلا ومضمونا ونتائج صعودا بايجابية واضحة تميز انجازاتنا وتزيد من درجات التطور والتحسن اكثر واكثر. لن اطيل الشرح في التفصيل فيما نعني حين نقول ذوي الاحتياجات الخاصة او ذوي الاعاقة ففي الخدمة المقدمة لكليهما يكونان متطابقين من حيث العناية والرعاية والتسهيل، لكن يبقى ان ملف ذوي الاحتياجات الخاصة هو اشمل واكثر تفصيلا لانه يتطرق الى جزيئيات لا يتطرق لها ملف ذوي الاعاقات، حيث ان ذوي الاحتياجات الخاصة يشمل الحالات الظرفية والزمانية والمكانية ويشمل كل من يحتاج الى ادوات او تسهيلات خاصة لقيامه باداء معين او محدد، الطفل بشكل عام يعتبر من ذوي الاحتياجات الخاصة، المرأة الحامل، الرياضي المصاب وهكذا، اما ملف الاعاقات فهو يعني تخصيصا بالمصابين باعاقات معينة بشكل مرضي اما بالولادة او نتيجة لاصابات مرضية لاحقة. في المملكة والحمد لله فان عدد المراكز والجمعيات التي تعنى بملفي ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين كثيرة وكلها تلقى دعما ومن المتوقع ان يزيد الدعم في عهد ابوفهد حفظه الله، لكن يبقى الامر ان الحاجة الان ماسة جدا الى تنظيم هذا المجال لضمان المخرجات الايجابية وعدم تقاطع الخدمات وايضا حشد الخبرات وتجميعها لاداء اكثر نجاعة وتميزا، وهذا لا يمكن ان يتم الا من خلال وجود هيئة مستقلة تشرف على هذه الجمعيات والمراكز تستطيع ان تحدد المجالات التي تعمل بها ومن ثم توجيهها نحو المجالات التي تحتاج الى عمل اكثر وتركيز ادق، وبالتالي فان المطالبة بتشكيل لجنة ملكية خاصة تتبع مباشرة الى مقام خادم الحرمين الشريفين هي مطالبة ملحة وضرورية تأخذ قوتها من المقام السامي وبنفس الوقت تتميز بتوزيع المهام والقدرة على شمولية الخدمات وتغطيات مساحات جغرافية وزمنية اكثر. وان كان الامر اننا من حقنا ان نتمنى على ولاة الامر فانه قد يحدث ان نتميز عن العالم كله كعادتنا بأن تكون هذه اللجنة الملكية نواة حقيقية لتأسيس وزارة خاصة تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة يكون لها وجودها المادي على طاولة مجلس الوزراء وهذا من باب ان الكل في الوطن يجب ان يكونوا مفعلين مساهمين في بنائه ونمائه، لا يمكن لاي مجتمع ان يتطور ويتقدم إن كانت فيه فئة غير منتجة وغير مفعلة بشكل سليم وايجابي، الابحاث الخاصة بالاعاقات والبرامج الخاصة بالتسهيل والقوانين والقرارات الخاصة بالعمل والصحة والتعليم وغير ذلك الكثير والخاصة كلها بذوي الاحتياجات الخاصة حين تتجمع بشكل اداري مستقل في وزارة تسبقها لجنة ملكية خاصة مؤسسة لها فان النتائج هنا لا بد وان تكون بإذن الله كما يريدها سلمان الخير والشهامة ولا بد ان تجعل ملف ذوي الاحتياجات الخاصة في عهد ابي فهد انموذجا يحتذى به بين دول العالم كله خدمة للإنسانية جمعاء اينما وجدت.