حمل غروب شمس يوم الجمعة الموافق 3/4/1436ه غروباً مختلفاً تماماً عن كل غروب!! لقد غربت شمس المملكة العربية السعودية برحيل القائد الكبير الوالد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. يتساءل العالم بأسره: عرب وعجم، مسلمون وغير مسلمين، كبار وصغار، أغنياء وفقراء عن ذلك الحدث الذي نكأ جراح الجميع؟! ترى لم كل هذا الحزن، وذاك الحنين؟! ألأنه ملك؟! مات ملوك عدة في مختلف أصقاع المعمورة ولكن لم يحدث مثل ما نرى؟! إنه الصدق والعدل والإخلاص والأبوة التي قدمها على طبق نفيس لوطنه وشعبه وأمته وللعالم بأسره! رحيل على مرارته العلقمية إلا أنه رغم ذاك حمل رسائل عجز عن حملها البريد ليؤكد للناس أن ثمة ما هو فوق مستوى النظرة الآنية المحدودة. وليسطر لهم بروح العطاء الذي تعجز عن ترجمته كل اللغات معنى أن تعطي بلا حدود، وتبذل بلا حساب، وتعمل دون كلل أو ملل!! معنى أن تسهر لينام الناس ملء عيونهم، وتتألم ومع ذلك تقضي مصالحهم وتفي بحاجاتهم. وإذا كانت النفوسُ كباراً تعبتْ في مرادها الأجسامُ ثم أشرقت شمس سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين الذي جاء مبهجاً للكون كإبهاج الصباح. لقد حمل هذا الحدث الجلل رسائل بمضامين ثمينة كان أهمها: تأثر الجميع بوفاة الأب المغدق في أبوته، المحب لوطنه، الصادق مع شعبه، الكريم في عطائه، المخلص في سعيه. ثم الانتقال السلس للسلطة لصاحب الوفاء والحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وما صحب الحدث من مشاعر حقيقية للمواطنين والمقيمين في المملكة العربية السعودية والعالم بقادته وأفراده والتي ملأت بمواقفهم وتصريحاتهم وسائل إعلام دول العالم قاطبة على اختلاف لغاتها وثقافاتها وأديانها. والرسالة العظيمة التي أثلجت نفوس المخلصين واطمأنت بها قلوبهم وانشرحت لها صدورهم: أن هذا الوطن كلٌ لا يتجزأ وعرين لا يفخر بغير الأسود ولحمة تزداد أَلَقاً في أشد المواقف حلكة. نعم فهاهي الجموع الغفيرة تعزي وتبايع، ووسائل التواصل الاجتماعي تنعى وتهنىء، ووسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة تروي تاريخ الأمجاد وملاحم البطولة وصدق الراعي مع الرعية وحب الرعية وولاءهم وبيعتهم لولي أمرهم. وبين هذا وذاك ينبض كل قلب ويلهج كل لسان بخالص العزاء وصادق المواساة إلى وطننا قيادة وشعباً وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وإلى كافة أخوة وأخوات خادم الحرمين الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وعلى رأسهم صاحبة السمو الملكي الأميرة نوف بنت عبدالعزيز، وزوجاته وأبنائه وكريماته وإلى أنفسنا الثكلى ووطنا الغالي. وبيعة صادقة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده وولي ولي العهد سائلة العلي القدير أن يديم عزهم وتوفيقهم لما فيه خير البلاد والعباد.. آمين.