ما من كربة إلاّ وفي طياتها فرجة وما من عسر إلاّ وأعقبه بأمر الله يسر، فيفرج اليسر ما ضيق العسر، وقد يسّر الله للمملكة العربية السعودية من أبنائها المخلصين رجالاً أخلصوا النية وتحملوا أمانة المسؤولية، فأصبحنا ننعم، ولله الحمد في بلادنا بثمرات نهضتها من تعليم وصحة وسكن وأمن واستقرار وخيرات نعرف قيمتها؛ وندرك أهميتها عندما نتلفت حولنا شرقاً وغرباً. في غمرات الحزن على وفاة والدنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-، أثلج الله صدورنا بانتقال القيادة بعده لأخيه سلمان بن عبدالعزيز؛ سليل المجد وأحد حلقات سلسلة الخير والبركة التي أنعم الله بها على هذا الوطن، والتي بدأت بجلالة المؤسس المغفور له -باذن الله- الملك عبدالعزيز، وأحد مخططي نهضة بلادنا ورفعتها، فشهد له العقل والقلب وأجابا معاً: لأنك الوالد الرائد القائد سلمان؛ أبايعك على السمع والطاعة والوفاء لله ثم الوطن. ولأنك أمين هذه الأمة وحافظ سرها، عشت آمالها وآلامها، وقّرت كبيرها وعدت مريضها وعطفت على صغيرها، وأتذكر البسمة التي ملأت وجه والدي -رحمه الله- بشراً عندما زرته في مرضه، ولن أنسى يدك الحانية التي ربتت على كتفي برفق وأنا طفل صغير، ومازلت أشعر بدفئها منذ وفاة والدي حتى اليوم، فلأنك الوالد الحكيم سلمان؛ أبايعك على السمع والطاعة والوفاء لله ثم الوطن. ولأنك لم تنس في غمار مسؤولياتك الكثيرة؛ ومناصبك التي اضطلعت بها أبناءك واخوانك المعوقين؛ وكنت أول من اهتم بشأنهم فأنشأت جمعيتهم، وشرفت والدي باختياره عضوا في مجلس ادارتها، ولا أبناءك اليتامى؛ فكنت أول من كفكف دمعهم ومسح بيده الكريمة على رؤوسهم، وأفسح من قلبه وعقله المجال للاستماع لأنينهم والاستجابة لطلباتهم، وشملت بعطفك مرضى الكلى والفشل الكلوي، وأخذت بيد المكفوفين والمكفوفات عندما أظلمت الدنيا عليهم، وحدبت على المصابين بأمراض السمع والتخاطب، لأنك الوالد الرحيم الانسان سلمان؛ أبايعك على السمع والطاعة والوفاء لله والوطن. ولأنك الأمير الذي جمع التبرعات لدعم المجهود الحربي في حرب 1973م لمصر وسوريا، وشعر بمعاناة الشعب الفلسطيني فانشأ اللجنة الشعبية لمساعدة اللاجئين، ولم يتوان عن جهد في رفع المعاناة عن إخواننا في الجزائر وغزة والصومال والسودان، ولم ينس أخوانه في البوسنة والهرسك وباكستان وبنجلاديش، لأنك العربي المسلم الانسان سلمان؛ أبايعك على السمع والطاعة والوفاء لله والوطن. ولأنك قدوة للحرص على كل مامن شأنه التقرب من الله عز وجل ورمزاً للثقافة والتاريخ في المملكة؛ ترأست جمعية تحفيظ القرآن بالرياض وحرصت سنوياً على حضور حفلها وتكريم حفظة كتاب الله، وترأست دارة الملك عبدالعزيز ومكتبة الملك فهد الوطنية ومركز تاريخ المملكة ومؤسسة حمد الجاسر، وكنت أحرص من حرص على تمحيص تاريخ الجزيرة العربية، وخصصت الجوائز للأبحاث في هذا المجال، فلأنك الوطني المثقف سلمان؛ أبايعك على السمع والطاعة والوفاء لله ثم الوطن. لأنك الانسان الرائد القائد الوطني الحكيم المسلم المثقف؛ أبايعك والدي خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز على السمع والطاعة والوفاء لله ثم لك وللوطن، وأبايع صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليا للعهد وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد.