من فضائل الله علينا أنْ منَّ علينا بقيادة حكيمة ترعى مصالح الوطن وتهتم بشأن المواطن والمقيم، دولة دستورها القرآن والسنة ، تحكم بشريعة الله وتنشر دين الإسلام في الداخل والخارج مما له أثره الطيب في استقرار المملكة وأمنها خصوصاً فيما يشاهد من اضطراب الأوضاع السياسية وتأزمها في دولٍ عربية ومجاورة، وفي وقتٍ تسلط فيه الأعداء فأجلبوا بخيلهم ورجلهم، في عداء مسعورٍ واستهدافٍ بُيِّت ودُبِّر ومكر خفي وظاهر على هذه البلاد المباركة – حرسها الله من كيد الكائدين وتربص المتربصين- ونحمد الله كثيراً الذين تفضَّل علينا بتلاحم الرعية مع الراعي والتعاطف والتآزر المتبادل فالراعي والرعية كلهم يد واحدة في مواجهة من يريد الإخلال والإضرار بأمن الوطن الغالي ومما جبر عزاءنا في الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله اختيار الأمير الوفي سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع، وهو اختيارٌ موفقٌ مسددٌ من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله وسدده في أقواله وأعماله- وإني أرفع لسموه ولعموم شعب المملكة العربية السعودية أصدق التهاني والتبريكات على الثقة الملكية الكريمة ونبايعه ولياً للعهد على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى السمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر وعلى أثرةٍ علينا. والأمير سلمان بن عبدالعزيز نحسبه والله حسيبه من خيرة من نعلم من أبناء الملك المؤسس الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله ، ومما عرف به سموه الكريم حفظه الله حرصه على التمسك بالقرآن والسنة والعقيدة الصحيحة التي جدَّد معالمها الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب وناصرها وانتصر لها الإمام المجاهد محمد بن سعود -رحمه الله- ومما عرف عن سموه أيضاً إنزاله للناس منازلهم وتقديره للعلماء والدعاة وحرصه على أعمال البر ومساعدة المحتاجين وقد دعم واشرف على كثيرٍ من الجمعيات الخيرية كجمعية البر بالرياض وجمعية إنسان والإسكان الخيري وجمعية المعوقين وغيرها وأما في الجانب الدولي فقد ترأس لجنة الإغاثة لشعب البوسنة والهرسك وترأس غيرها من اللجان الإغاثية. ومما عرف عن سموه حفظه الله معرفته بالتأريخ واهتمامه البالغ به ودعمه غير المحدود لدارة الملك عبدالعزيز وهو رئيس مجلس إدارتها ودعمه وتشجيعه للباحثين في التاريخ المحلي للمملكة العربية السعودية، مما له أثره في إخراج وتحقيق كثيرٍ من الكتب التاريخية، وكذلك فسموه الرئيس الفخري للجمعية التأريخية السعودية ورئيس لمجلس إدارة مكتبة الملك فهد الوطنية، والرئيس الفخري لمؤسسة الشيخ عبدالعزيز بن باز الخيرية، ورئيس جمعية البر بالرياض ورئيس مجلس إدارة مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري ورئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية وغيرها. والأمير سلمان حفظه الله هو الوفي مع إخوانه فقد كان قريباً من الملك فهد في مرضه إلى وفاته رحمه الله وكذلك قريب من الأمير سلطان في مرضه إلى وفاته رحمه الله ونحسبه والله حسيبه أنه سجل أروع الأمثلة في الأخوة الصادقة والمحبة البالغة واسأل الله بمنه وكرمه أن يديم على الأمير سلمان نعمة الصحة والعافية وأن يمدَّ في عمره على طاعة الله وأنْ ينصر به الدين وسنة سيد المرسلين وأنْ يجعله خير معين لولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظهما الله وأنْ يمنَّ علينا في هذه البلاد بالترابط والتآلف والتعاون على البر والتقوى وأنْ يجمع كلمتنا في المملكة العربية السعودية حكَّاماً ومحكومين على ما يرضي الله عنا، وأهلاً بكم يا سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع.