كأنها الحلم، كأنها سرد من الخيال تلك الآلة التي أفرزها الفكر الإنساني مؤخراً لتنسف كل الصور الذهنية عن الطابعات التقليدية، وتطبع الأشياء مجسمة بأبعادها الحقيقية، فإن صممت فنجالاً وأصدرت أمر الطباعة طبعت لك الفنجال بحجمه وشكله الحقيقي، وإن صممت منتجاً تجارياً فإنها سوف تطبع لك العينة التي تريدها لتصنع عليها بقية كميات ذلك المنتج، إنها ثورة حقيقية في العالم الرقمي تتوج بالطباعة الثلاثية الأبعاد التي ستحدث صرخة مدوية في عالم التصميم وقطاع الأعمال. وعلى الرغم من حداثة المنتج في الأسواق العالمية، وأسعاره الغالية، إلا أن شغف السعوديين بالتقنية دفع شابين لأن يحققا قصب السبق في إدخال الطباعة ثلاثية الأبعاد للسوق السعودي لتقديم خدمة الطباعة 3D وتقديم خدمة التصميم والطباعة للمجسمات والأشكال الحقيقية للمنتجات، الأمر الذي مثّل فتحاً كبيراً أمام المخترعين والمهندسين والمبتكرين لطباعة النماذج التي يحتاجونها، وكذلك للهواة والجمهور ممن يريدون طباعة أشكال معينة بأبعادها المختلفة لتصبح عينة حقيقية بعدما كانت مجرد صورة أو رسم. وقال رامي المرهون ومحمد آل ابراهيم، إنهما بدآ الأمر في أوله بالنسبة لهما كاعجاب بالتقنية فقط، ولكن هذا الاعجاب قادهما للتفكير في الاستثمار في هذا المجال الحديث، وبعد الدراسة المكثفة اتضح لهما أن هذي الصناعة مهمة وتساعد في تسهيل عملية التصنيع، وتجعل من أي فكرة كانت، حقيقة ملموسة خاصة وأن التقنية تخدم كل القطاعات والصناعات والاختراعات بشكل سريع وبتكلفة أقل. وأشار رامي المرهون إلى أن من أبرز الصعوبات التي واجهتهما في بداية المشروع، أن المعلومات عن هذه الصناعة لم تكن متوفرة على نحو كاف لفهم تكاليفها وجدواها، وأكد أنه بعد مواصلة البحث والتجارب اتضح الكثير وسهلت عملية تخيل المشروع وتبعاته، كما أشار إلى أن شرح التقنية وطريقة عملها وتخيلها من قبل الناس كانت من أهم الصعوبات التي تواجهنا. من جانبه قال محمد آل إبراهيم إننا متفائلون جدا بمستقبل هذه الصناعة محليا وعالمياً، ومع مرور الوقت وتقدم التقنية، سوف تحل بديلا عن كثير من الصناعات التقليدية. كما نعتقد ان كل بيت سيمتلك طابعة ثلاثية أبعاد مكتبية لطباعة أي احتياجات صغير وخفيفة للمنزل. وأكد رامي المرهون أن شركتهما أول من أدخل هذه التقنية إلى المملكة كخدمة متاحة للجمهور لتصميم وطباعة المنتجات التي يرغبونها، مبيناً أن حجم الإقبال الحالي، وكذلك شغف السعوديين بالانترنت وبرامج التصميم يمثلان دافعاً حقيقياً للمضي قدماً في التوسع في تقديم هذه الخدمة للجمهور في المملكة، كما أكد أن المملكة من أوائل دول العالم العربي التي تتوفر بها خدمة الطباعة ثلاثية الأبعاد . ودعا محمد آل إبراهيم الجمهور للتعرف على هذه التقنية الجديدة والتي تمثل ثورة حقيقية في عالم الطباعة، مبيناً أن المستقبل هو لهذا النوع من الطباعة التي ستصبح جزءاً مهماً في كثير من الأفكار والصناعات والأنشطة التجارية، مشيراً إلى أنهما اليوم يقومان بمساندة مبتكرين ومخترعين ومصممين لتحويل أفكار عظيمة إلى واقع ملموس، ما يساعد هؤلاء على تنفيذ أفكارهم الخلاقة.