فجع العالم العربي والإسلامي والدولي كما فجع شعب المملكة العربية السعودية الوفي برحيل قائد الأمة الفذ المغفور له بإذن الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز طيب الله ثراه بعد أعوام عديدة قضاها في خدمة الإسلام والمسلمين ورفع اسم المملكة العربية السعودية عالياً في كافة المحافل الدولية السياسية، والاقتصادية، والثنائية وتبنى لغة الحوار بين أتباع الديانات والثقافات رغم ما تعرض له من عقبات ومصاعب. كما قدم خدمات جليلة للفقراء في أنحاء العالم من خلال المساعدات التي سار فيها على نهج من سبقوه من قيادات هذا البلد المعطاء. تبوأت المملكة من خلالها مركزاً ريادياً بين الدول التي تقدم المساعدات الخارجية فلن ينسى له فقراء العالم أجمع والمنصفين من قادة الدول مبادرته للطاقة من أجل الفقراء، كما لا ينسى له أبناء شعبه الوفي ما أتاحه لهم من فرصة نهل المعارف في أرقى جامعات العالم من خلال برنامج الابتعاث للبنين والبنات من أبناء الوطن والتي بدأ يجني الوطن ثمارها مع عودة طلائع الخريجين، ولا ما يسره للآخرين من افتتاح ومضاعفة عدد الجامعات في كل مناطق المملكة في الداخل. كما سيذكر له العالم الاسلامي قاطبة ما تحقق في عهدة الزاخر من انجازات عظيمه لتوسعة الحرمين الشريفين استكمالاً لما بدأه الملوك السابقون اضافة الى تسهيل أمور التنقل بين المشاعر والمدينتين المقدستين باعتماد مشاريع القطارات، كما لا ينسى العالم العربي والاسلامي وقوفه مع كافة القضايا العربية والاسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين ومن توجهه بمبادرته للسلام التي تبنتها الجامعة العربية في قمة بيروت عام 200م . ولن ينسى له ابناء هذا الوطن عمله الدؤوب الذي لا يكل ولا يمل في سبيل الارتقاء باسم المملكة في المحافل الدولية الى أن جعلها سابع اكبر قوة اقتصادية مؤثرة في العالم بعد أن احتلت مركزاً مرموقاً في مجموعة العشرين. ومن هنا فلا عجب أن تكون الفاجعة بهذا الحجم برحيل هذه القامة الشامخة بعد أن سطرت ارفع شعارات النجاح والتسيّد. ولعل فيما نشهده من توافد لزعماء العالم للمشاركة في تشييع جنازته يرحمه الله ، الا دليل على ما يحمله القادة من ملوك ورؤساء وأمراء من تقدير بالغ لخادم الحرمين الشريفين. وعلى الصعيد المحلي في جمهورية النمسا بأن توافد المعزين الى مبنى السفارة في فيينا يتقدمهم فخامة الرئيس النمساوي د. هاينز فيشر والمستشار السياسي لفخامته، ومدير مكتب الأممالمتحدة في فيينا ومدير منظمة منع انتشار الاسلحة النووية وأصحاب السعادة السفراء والمندوبين الدائمين للدول المعتمدين لدى حكومة النمسا وأبناء الجالية العربية والاسلامية المقيمين في النمسا انما يعكس ما يحمله الجميع من تقدير بالغ للفقيد يرحمه الله وللمملكة العربية السعودية ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز امد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية ليكمل مسيرة البناء بمساعدة سمو ولى العهد وسمو ولى ولي العهد يحفظهما الله. نسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع مغفرته ورضوانه وأن يجزيه عن شعبه والأمة الاسلامية خير الجزاء وأن يمد بالعون والتوفيق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله وسمو ولى عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز وسمو ولى ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز لإكمال المسيرة الخيرة لهذا الوطن الخيرّ. ولعلي أجدها مناسبة ونحن يعتصرنا الألم والاسي بهذا المصاب الجلل أن ارفع لمقام خادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد وللأسرة الملكة والشعب السعودي الكريم أصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي أعضاء السفارة والوافد الدائم والمكاتب التابعة للسفارة، والمركز الاسلامي، والمدرسة السعودية، ومركز الملك عبدالله للحوار بين اتباع الاديان والثقافات، ومنظمة الاوبك وصندوق الاوفيد والعاملين فيها من ابناء الوطن الغالي، وكذلك الطلاب السعوديين في النمساوسلوفاكيا وسلوفينيا، ان ارفع باسمهم جميعاً خالص العزاء وصادق المواساة في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز طيب الله ثراه.. كما نبايع جميعاً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ايده الله وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز نبايعهم جميعاً على السمع والطاعة في المكره والمنشط. سائلين الله العلي القدير أن يمد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالعون والتوفيق لما فيه خير البلاد والعباد. إنه ولي ذلك والقادر عليه. *سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية النمسا والمندوب الدائم للمملكة لدى المنظمات الدولية في فيينا والسفير غير المقيم لدى جمهورية سلوفاكيا وسلوفينيا