إننا نعزي أنفسنا في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - ونسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان. إن وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته لخسارة كبيرة ليس على الأمة السعودية فحسب بل على مستوى الأمتين العربية والإسلامية والعالم حيث كان صاحب حكمة وحسم مشهود له بهما يرحمه الله في العديد من المواقف والقضايا حيث خدم أمته وشعبه ولم يقتصر على خدمة الأمتين الإسلامية والعربية على حدود بلاده إلى ما حققه بشكل عام من منجزات تنموية عملاقة شملت جميع مناطق ومحافظات المملكة استهدفت المواطن السعودي وتلبية احتياجاته ومتطلباته، بل تجاوزت ذلك إلى ما أملاه عليه واجبه العربي والإسلامي أمام ربه سبحانه وتعالى وأمام الأمتين العربية والإسلامية. والذي يعزينا جميعاً ويعزي هذه الأمة مبايعة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود من بعده وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود يحفظهما الله اللذين نسأل الله أن يسدد خطاهما ليكملا هذه المسيرة المباركة التي بدأها ووحدها المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وواصل على خطاها من بعده أبناؤه البررة، كما نسأل الله لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد أن يوفقهما ويسدد خطاهما لكل ما فيه الخير والفلاح وأن يوفقنا الله كسفراء لبلادنا العزيزة في أن نكون على المستوى اللائق لخدمة المليك والوطن. وبينما كنت في استقبال جموع المعزين بوفاة فقيد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في سفارة خادم الحرمين الشريفين في فيينا والذين كان في مقدمتهم رئيس جمهورية النمسا الدكتور هاينز فيشر حضرتني هذه الأبيات: أنى تلفت رأيت الجموع وكلها مذهولة في خشوع ماذا ترى حل فقلبي بدا من هول ما كان شجي هلوع الفهد نهج كلنا هاهنا مما سمعناه فجيع جزوع لكن عبدالله في نهجه ماض وقد اقسم ان لا رجوع ٭ سفير خادم الحرمين الشريفين لدى النمسا والمندوب الدائم للمملكة لدى الأممالمتحدة والسفير غير المقيم لدى سلوفينيا وسلوفاكيا