رجل حمل الإنسانية في داخله منذ نعومة أظفاره، كسب محبة ملايين البشر للحد الذي أذهل به العالم، ضجت الصحف المحلية والعربية والغربية بخبر وفاته، شارك الشعب والعالم كله بتأبين رجل ملك قلوب الجميع بطيبته وبساطته وعفويته، كان يتعامل بعفوية مطلقة بلا تكلف، يعامل الجميع كأبنائه، لم يخجل من إظهار دمعاته لفراق حبيب أو حال شخص كسيف، عرفه الجميع بملك الانسانية. ملك فتح ذراعيه لاستقبال هموم جميع العالم ومعالجة كافة المرضى في شتى بقاع العالم، ولم يغفل عن مرضى هم قطعة منا، فأنشأ لهم مؤسسة الملك عبدالله للأعمال الإنسانية (مشروع الغسيل الكلوي) بواقع ثلاثة مراكز كمرحلة أولية اثنين منها في العاصمة وآخر في جدة. جعل من إمكاناته وصلاحياته يدا حانية على رؤوس هؤلاء المجزوعين، فتقول المريضة " دليل محمد" مقعدة وقد أعياها فراق حبيب الشعب الملك عبدالله – يرحمه الله-: خيره طالنا حيا وميتا، والعقبى في أبنائه البررة لاكمال مسيرة خير وإنسانية لملك نفديه بأرواحنا، فمنذ شهر ونصف أصبت بفشل كلوي، فكان مشروعه الخيري خير حاضن لي، ففيه من الأجهزة والإمكانات ما يفوق أكبر مراكز العالم، ففي كل مرة أدخل في هذا المركز كنت أدعو له بطول العمر والصحة واليوم أدخله للمرة الأولى بعد وفاته وأدعو أن يجعل المولى كل عظمة منه في جنات النعيم" وبنفس درجة التأثر تجهش المريضة "صفية عبدالله" وتقول: "خيره علينا حيا وميتا، ملك الإنسانية لم يساهم بعلاجي فقط، بل فتح لنا منازلنا وأمر لكل مريض ومريضة بسائق وعاملة، وقدم كل التساهيل والمعونات لنكون في حال مرتاحة ننام آمنين مستقرين، داعية المولى له بالرحمة والمغفرة" وزادت المريضة "هيا الجريس" -مريضة منذ خمسة أعوام – التي كانت منهية منذ دقائق من جلسة الغسيل وكانت في وضع منهك :".. القلب يبكي على فراق حبيبنا وتاج روسنا عبدالله، كيف ما نبكيه وهو من سهر وتعب وكافح ليبقينا مرتاحين، خيره سيبقى علي حتى بعد مماتي، حتى الكرسي الكهربائي الذي اتنقل به هو من خيره وعطاياه علي، حتى منزلي ووظائف أبنائي كانت منه، الملك عبدالله لم يمر علي محبة كمحبة الشعب والعالم أجمع له" لم يكن "عبدالله بن عبدالعزيز" رجلا عاديا أو ملكا عابرا حفر محبته في قلوب البشر أجمع، لا يختلف اثنان على صدقه وطيبته وإخلاصه، وامتدادا لإنسانيته فقد أنشأ مؤسسة عالمية للأعمال الإنسانية لرعاية مرضى الكلى، وهو مشروع خيري كبير، أقامه على نفقته الخاصة، وكان من المزمع أن ينطلق في جميع مناطق المملكة ولكن الموت كان أسرع، والأمل في أن يكمل أبناؤه البررة ما ابتدأه ملك الإنسانية – يرحمه الله- وقد حرص فقيد الشعب في هذه المراكز المخصصة لخدمة مرضى الكلى القيمة الإنسانية والوطنية في جانبيها الصحي والاجتماعي، مع حرصه على إنجازها وتشغيلها في زمن قياسي تلبية لاحتياج أبنائه من المحتاجين لخدمة الغسيل الكلوي. وقد كلف الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني بتوفير الدعم التشغيلي والإشرافي لإطلاق هذه المراكز الإنسانية للغسيل الكلوي في مختلف مدن المملكة، وهي الجهة التي توفر الكوادر الطبية والكفاءات الوطنية المؤهلة، لتمكين هذه المراكز من استيعاب الأعداد المتزايدة من مرضى الغسيل الكلوي في انطلاقتها الأولى. كما توفر الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني الدعم الاستشاري والإداري المتخصص لهذا المشروع الوطني في مختلف مواقعه. وعن القدرة الاستيعابية للمشروع، فحرص الملك عبدالله أن تصل في مختلف المراكز في مدن المملكة إلى توفير الغسيل الدموي ل 5000 مريض على مدى السنوات السبع الأولى، والتي كفل لها أعلى ضمانات الجودة في الخدمة المقدمة لمرضى الفشل الكلوي، وقد دعمت المراكز بأفضل الكفاءات الوطنية في الجانب الاستشاري الطبي والجانب الإشرافي والتشغيلي، ويستعين المشروع بخبرات طبية كبيرة في علاج مرضى الفشل الكلوي ليتم التأكد من أن جودة الخدمة المقدمة تستجيب للمعايير المعمول بها عالمياً من ناحية كفاءة الغسيل الدموي ومراعاة كفاءة علاج فقر الدم، كفاءة المأخذ الوعائي، كفاءة علاج الغدة جارة الدرقية، كفاءة التغذية، إلى جانب الالتزام التام بأدق المعايير الطبية العالمية لمكافحة العدوى. كما وجه – يرحمه الله- بتوفير 1000 جهاز غسيل كلوي حديث ومعزز بأحدث التقنيات لجميع هذه المراكز، ليكون المخصص منها للرياض وجدة 475 جهازاً، بالمرحلة الأولى، على أن تشتمل المرحلة الثانية للمشروع تدشين مراكز في كل من مدينة مكةالمكرمة، المدينةالمنورة، حائل، القصيم ورفحاء، والتي سيتم فيها تخصيص 230 جهازاً للغسيل الكلوي للمرضى المحتاجين، بينما سوف تخصص المرحلة الثالثة من تدشين المراكز لخدمة عدد من مدن المملكة بواقع 295 جهازاً. ملك كسب محبة الجميع بجدارة «صفية عبدالله» تبكي رجلا بكت عيناه حباً لشعبه مؤسسة إنسانية من الطراز الأول مركز الملك عبدالله لمرضى الكلى المسنة دليل محمد تدعو ل»عبدالله بن عبدالعزيز»