لم يكن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- على الرغم من المسؤوليات الجسام والمهام الكبيرة غائباً عن المشهد الرياضي ومتابعة احداثه والالمام بمنافساته ومشاركة منسوبيه مناسباتهم سواء عندما كان أميراً للرياض ويعهد له ولاة الأمر رعاية المناسبات الرياضية والنهائيات الكبرى، أو بعدما أصبح الرجل الثاني في إدارة البلاد، فضلاً عن حرصه الشديد على دعم المتفوقين وتعزيز روح المنافسة الشريفة وتنمية قدراتهم من أجل البناء والتطوير من خلال استقبالاته لأندية العاصمة البطلة عندما كان أميراً للرياض وجميع الرياضيين عندما كان ولياً للعهد، وهذا يعكس رؤيته الكبيرة واهتمامه بالمجالات كافة التي يرى أن تطويرها ماهو إلا تكملة لمسيرة التنمية الشاملة في البلد. وعلاقته بالرياضة وأهلها لم تكن وليدة اليوم انما منذ فترة طويلة برعايته للبطولات الكبرى وتتويج الأبطال خصوصا في النهائيات التي ينوب فيها عن الملك، ومن أبرزها افتتاح كأس المؤسس لكرة القدم بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس المملكة العربية السعودية والتي انطلقت بمباراة كأس السوبر السعودي بين الهلال بطل الدوري عام (1999) والأهلي بطل كأس ولي العهد في العام ذاته. ولم تقتصر رعاياته على مباريات كرة القدم انما رعى سابقات الفروسية الكبرى في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -يرحمه الله- الذي كلفه برعايتها بالنيابة عنه ومن أهمها حفل سباق الخيل السنوي على كأسي ولي العهد لجياد الإنتاج والمستورد، كما أن الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله كان ينيبه في رعاية النهائيات وتتويج الأبطال، وبعد تعيينه ولياً للعهد رعى النهائيات على كأسه وتوج الأبطال بالألقاب، كان آخرها الموسم الماضي يومها توج النصر بكأسه الغالية على حساب الهلال بنتيجة 2-1، ما يجسد اهتمامه المستمر بالشباب، منذ بداية توليه إمارة الرياض عام 1954 وحتى مبايعته ملكًا للبلاد لإداركه التام أن الشباب هم الركيزة الاساسية في بناء المجتمعات وقيادتها الى التنمية الشاملة والتطوير المستمر، ويحفظ له التاريخ المواقف المشرفة مع الكثير من الرياضيين (حسب صحيفة قنا اون لاين) التي من أبرزها تشجيعه للرعيل الأول من الشباب ومن بينهم محمد الصائغ الذي بناء أول ملعب كرة القدم في المنطقة الوسطى في الخمسينيات من القرن الماضي، وفي منتصف الستينيات كان أحد المبادرين مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز- يرحمه الله إلى إنشاء نادي الفروسية بالرياض بالملز في عام 1965، وهو عضو في مجلس إدارة نادي الفروسية بالرياض منذ إنشائه حتى الآن، وكان يرأس لجنة السباق والتحكيم في النادي التي تتصدى للمشكلات الخلافية في نتائج السباقات قبل دخول كاميرا خط النهائية، ومعرفة الخيل وتحديد العربية منها والأجنبية. شمل الجميع بتشجيعه.. وقاد أول مشروع بالعاصمة لممارسة الرياضة كان الملك سلمان قد رعى المباريات التي جمعت أندية الرياض في بطولة كروية على كأس البر واحتفال العاصمة بإنشاء أول ملعب لكرة القدم الحديثة وهو ملعب الملز (الأمير فيصل بن فهد حاليًا) عام 1969 وافتتحه الملك فيصل بن عبدالعزيز بالمباراة النهائية لكأس الملك بين الأهلي من جدة والشباب من الرياض، ثم توالت مشروعات الخير الرياضية في العاصمة الرياض التي تحتضن حالياً أكثر من 13 ملعباً هي استاد الملك فهد الدولي، والأمير فيصل بن فهد، وملاعب وزارة التربية، وجامعة الملك سعود، وجامعة الإمام محمد، وجامعة الأميرسلطان، ومؤسسة التعليم الفني، والحرس الوطني، وأندية الشباب والهلال والنصر والرياض إضافة إلى ملاعب عدد من الهيئات والمؤسسات. ويرى الملك سلمان أن النشاط الرياضي والشبابي هو من أكثر النشاطات حركة ومن الطبيعي أن تتخلله بعض التجاوزات والمخالفات بسبب حماس الشباب والانتماء للأندية التي كانت رعاية الشباب بقيادة الأمير الراحل فيصل بن فهد تعمل على حلها مباشرة وما يصعب عليها كان يحيلها إلى سلمان بن عبدالعزيز أمير العاصمة، باعتباره صديق الأسر والرياضيين والحريص دائما على نبذ التعصب والخلافات التي ربما تعكر الاجواء الرياضية وتبعدها عن الاهداف التي انشئت من اجلها. ولم يتوقف البناء والعطاء على العاصمة الرياض بل امتد إلى كل محافظات منطقة الرياض التي تمتد من وادي الدواسر جنوبًا، إلى حفر الباطن شمالًا، ومن خريص شرقًا إلى عفيف غربًا حيث شيد المدن الرياضية، ومقرات الأندية، ونالت المحافظات في عهده الكثير والكثير من المنشآت. ويحتفظ التاريخ لسلمان بن عبدالعزيز أنه رعى كل البطولات الكروية التي أقيمت في الرياض بدءًا من تسليم كأس دورة الخليج العربي الثانية عام 1972 ومرورًا بكأس الملك فيصل، وكأس الملك فهد، والملك عبدالله، وولي العهد الملك عبدالله، والأمير سلطان، وكأس دورة كأس الخليج الثامنة عام 1988، وكأس الخليج في نسختها الخامسة بالرياض عام 2002، وآخر نشاط رياضي رعاه كولي للعهد تمثل بتسليم كأس الفروسية لجياد أبناء الملك عبدالله. والأمير سلمان من الرجال المحبين للشباب والمشجعين لهم على الإبداع وارتقاء سلم المعرفة والقيادة والمسؤولية وكان يقوم دائمًا بتكريم الفرق الرياضية الحائزة على البطولات، وكان يرأس مجلس إدارة مدارس الرياض التي تخرج سنويًا كوكبة من الشباب المعدين جيدًا لمواصلة مراحل التعليم العالي وتحمل المسؤولية والقيادة، وهو رئيس مركز سلمان للشباب، ومركز سلمان للمخترعين، وكثيرًا ما كرم الشباب والرياضيين.. وقاد سلمان أول مشروع تنظمه وزارة البلديات في مدن السعودية بإقامة الساحات الشعبية التي توفر للشباب خصوصًا وللمواطنين والمقيمين في العاصمة عمومًا ملاعب رياضية وأماكن لممارسة هواياتهم مما ساعد الأسر على الخروج لممارسة الرياضة والعناية بالصحة والجسم. ويحكي الكثير من الرياضيين أن الملك سلمان مجرد صعود اعضاء الفريقين والحكام للمنصة الرئيسية فهو يعرفهم جميعا ويمازحهم ويسألهم عن الكثير من الأمور التي تخص الجانب الرياضي فيكتشفون إلمامه الكامل. ويقول حارس الهلال والمنتخب السعودي السابق محمد الدعيع إن رغبة أمير منطقة الرياض حينذاك حالت من دون أن يعلن اعتزاله كرة القدم بصفة رسمية بعد فوز فريقه عام 1429ه على الاتفاق بنتيجة 2-صفر وتتويجه بكأس ولي العهد السعودي لكرة القدم، وقال: «بأمر الأمير سلمان بن عبدالعزيز سأستمر لاعباً في الهلال، فأمره نافذ». وكان الدعيع قد قرر فور إطلاق الحكم المباراة اعتزال الكرة ورمى بالقفازات في أرض الملعب، ما اجبر الأمير محمد بن فيصل إلى الاستعانة براعي اللقاء الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي طالب الدعيع بعدم الاعتزال. ويؤكد الدعيع أنه يدين بالفضل فيما وصل إليه طوال مسيرته الرياضية بعد الله للملك سلمان وقال في تصريحات إعلامية سابقة: "لا أبالغ إن قلت إن سلمان له الفضل بعد الله في كل ما وصلت إليه، فأنا حظيت بالتكريم الدائم منه، والدعم المعنوي، والنصائح التي يسديها لي، بل تشرفت بالجلوس معه لفترات طويلة أكثر من مرة، وساعدتني كلماته على تقديم المستويات المطلوبة دائماً والتطوير من قدراتي". وحظيت أندية العاصمة الهلال والنصر والشباب والرياض بدعم وتشجيع منقطع النظير من من الملك سلمان عندما كان أميراً للرياض سوى عندما تحقق بطولات محلية او انجازات خارجية الأمر الذي منحها تحفيزاً وحماساً غير عادي أثمر عن الاستمرار في مسيرة التفوق، حتى على المستوى الفردي يكون للمبدعين نصيب من الاستقبالات والدعم والتشجيع، واقرب مثال استقباله لنجم الكرة السعودية والهلال نواف التمياط في مكتبه بقصر الحكم بمناسبة اعتزاله، مثنيا على جهوده في سبيل تشريف الكرة السعودية خلال مشاركته مع المنتخب السعودي وحصوله على لقب أفضل لاعب آسيوي لعام 2000 وممتدحاً الأخلاق الحميدة التي يتمتع بها. خادم الحرمين الشريفين يتوج سامي الجابر بكأس الخليج 2002 يسلم كأس ولي العهد لرئيس وقائد النصر العام الماضي يتوج قائد الهلال ياسر القحطاني بكأس ولي العهد قبل عامين مستقبلاً نادي الشباب بعد تحقيقه لأحد الإنجازات دعم خادم الحرمين شمل جميع الرياضات ويظهر مستقبلاً ياسر بن سعيدان بعد حصوله على بطولة العالم للراليات