ورحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز سادس ملوك المملكة العربية السعودية..، رحل عبدالله الملك والانسان والاب لكل مواطن..، في كل بيت لك ابناء وبنات.. لان في كل بيت انت ابو متعب ولست الملك فقط. في مقالتي هذه تباينت مشاعري بين ان اكتب عن مشاعري وهو حق انساني لي او ان اكتب بعضا من مسيرة هذا الملك وهو واجب علي..، وجدت مشاعري تنسكب حروفا تستدعي بعض مآثره.. بين انجاز وانجاز نجد الاف الانجازات..، نعم تلك هي الحقيقه..، خلال عشر سنوات حكم فيها لم تكن تنميتنا مباني ومنشآت بل توازنا فيها البناء بين الجانب المادي والجانب البشري.. رؤية وفلسفة اصلاح احتضنها الملك عملا ودعما بشكل مباشر او من خلال اختيار البطانة الصالحة لتحقيق هذا البرنامج الاصلاحي، فجاء تاسيس الجامعات في كافة المناطق لتحقق اكثر من هدف ليس التعليم فقط حيث تم بذلك تنشيط التنمية للاقاليم فتقلصت الهجرة للمدن الكبرى وانتعشت تلك المدن والقرى المحيطة بها ما حقق التوازن التنموي لبناء حضاري للبلاد ككل.. ساند تلك الجامعات ببرنامج ابتعاث كبير ويمثل نقلة نوعية في التنمية البشرية المستدامة..، في مسار القضاء كان برنامج التطوير لمؤسسات القضاء بدعم قوي لكل مؤسساته ليس ماليا فقط بل باثراء التطوير والتغيير في النظام وسرعته وجرأته في اتخاذ الاحكام وتنفيذها..، اقتصاديا كان بناء قوة كبيرة في الاحتياطيات الماليه لمواجهة اي اضطرابات خارجة عن الارادة كما حصل مع انخفاض اسعار البترول.. وبقيت التنمية بنفس وتيرتها عبر مشاريع تنموية تسعد المواطن وتحقق استمرارية التنمية..، فكان همه الدائم توفير مسكن لكل مواطن فجاءت اعادته لوزارة الاسكان ببعدها المؤسسي وتنظيماتها المطورة ودعمها بقطع اي تعارض ازدواج لها مع اي وزارة اخرى وخاصة وزارة الشؤون البلدية لتقويتها وفتح مساحة كبيرة لوزيرها لصلاحيات اتخاذ القرار بهدف سرعة تنفيذ الهدف الاساسي من انشائها. سأقف هنا عن تعداد القليل القليل من مآثر الراحل وهي كثيرة وكثيرة.. والذي يأتي على رأسها انه سكن قلوب شعبه الذي بكاه وبكاه فعلا وليس مشهدا اعلاميا .. ولكن لنقف كمواطنين جميعا امام انتقال الحكم لرجل الدبلوماسية وعراب الوفاء والشريك الدائم في القرارات الوطنية النوعية وخبير الاسرة وسند الملوك الدائم سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله واعانه حيث السلاسة في الانتقال وترتيب بيت الحكم لسنوات قادمة وتحقيق النقلة النوعية بالانتقال للجيل الثاني باختيار الامير محمد بن نايف الخبير الامني ومهندس تطوير وزارة الداخلية في كل اداراتها بثوبها الحديث ليكون وليا لولي العهد مؤكدا ومطمئنا كل مواطن ان البيت السعودي متماسك ولا قلق في انتقال الحكم وان الامن والامان مظلة محمية بالله ثم بحكمة رجال الحكم.. في وقت تتصاعد الفتن والثورات والقتل واهدار الارواح بدم بارد لتحقيق مكاسب جماعات وليس وطنا..، نجد اننا هنا جميعا وخلال ساعات ينتقل الحكم من يد امينة ليد امينة.. دون ان يتغير شيء دون ان يجد المواطن انه ممنوع من التحرك او السفر او الخروج من منزله.. بل فتحت الابواب ليكون المعزي الاول في وفاة والده وليس مليكه فقط عبدالله بن عبدالعزيز وفتحت الابواب ليكون المبايع الاول ايضا لوالده قبل ان يكون مليكه سلمان بن عبدالعزيز راعي المؤسسات الخيرية فسلاسة الانتقال بحد ذاتها مفارقة نوعية تستحق وقفة خاصة بمقالة خاصة. لك عبدالله بن عبدالعزيز الرحمة والمغفرة ودعوات محبيك ولنا العزاء في رجل بقامة سلمان بن عبدالعزيز بصلابته وحكمته وجرأته وشجاعته في احداث مرحلة جديدة من التغيير والتطوير.. مع اخيه الامير مقرن بن عبدالعزيز ولي عهده والامير محمد بن نايف ولي ولي العهد حفظهم الله واعانهم. لمراسلة الكاتب: [email protected]