مزج أعضاء في مجلس الشورى ذكرياتهم عن الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز خلال لقائهم فيه، مستشعرين أبرز ما طرأ على المملكة من تغيير واكب فترة تعيينهم في المجلس، وكيف هلّت دموع الفرح آنذاك حين أعلن بصوت مسموع «ألا تهميش للنساء بعد اليوم»، واليوم بعد أن رحل تهلّ الدموع مجدداً ولكنها بالحزن على فراقه. تقول العضوة الدكتورة حنان الأحمدي: «دمعت أعيننا مع مقولته المعبرة، التي نطقت بشعورنا كنساء - لا تهميش بعد اليوم - دخلت للمرة الأولى مجلس الملك عبدالله - رحمه الله - منذ أعوام عدة مع المشاركات في لقاء للحوار الوطني، شعرت يومها أننا في حضرة رجل عظيم، وقائد مختلف، له هيبة ملك وحنان أب، جُل همه إسعاد أبنائه، أب يخص بناته بعطفه ورعايته، ويشعر بهن، لامست نفسي تلقائيته وبساطة عباراته، وأذهلني عمق رؤيته وبعد نظره، وألهمتني شجاعته وقوته في الحق وصدق عبارته». كما رأت العضوة الدكتورة سلوى الهزاع أن للملك الراحل دور بارز في التنمية وتقول: «عرف الملك عبدالله معنى الوطن وسعى إلى رفعة الإسلام ودرء السموم عن الدين، دفع مسار التنمية الوطنية في أبعادها المختلفة، لتحقيقِ تطلعات الوطن والمواطن في وقت كانت المملكة تمر بأزماتِ وتحدياتٍ إقليميةٍ غيرَ مسبوقة داخلياً وخارجياً». وأضافت: «انتقال في السلطة من ملك إلى ملك وأنت آمن في بيتك لم يتغير عليك شيء دليل على الاستقرار الذي تعيشه البلاد». أما عضو الشورى الدكتور حامد الشراري فقال: «ما يخفف هذا المصاب الجلل هي سلاسة انتقال الحكم من دون وجود مظاهر أمنية استثنائية، فسلاسة انتقال الحكم وتماسك القيادة والأسرة والشعب وقربهم لبعض، هي مدرسة للسياسة الدولية في ظل ما تواجه المنطقة من متغيرات وتجاذبات إقليمية ودولية». أما عضو الشورى الدكتور فهد العنزي فرأى أن عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو عهد التطوير والإصلاح وقال: «لم يألُ الملك عبدالله جهداً في التحديث والتطوير والإصلاح في كل مجال، وحمل هم العام الإسلامي، والدليل مبادراته ذات الأثر الكبير في تحقيق التضامن الإسلامي، وإنهاء كثير من الخلافات فيه. كما تجاوزت إنسانية الراحل حدود العالم الإسلامي، إذ أسهمت مبادراته وتعزيز الحوار بين أتباع الأديان ومحاربة الإرهاب ومساعدة المنكوبين على مستوى العالم في تحقيق الأمن والسلام العالمي». من جهته، رفع نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور محمد بن أمين الجفري أحر التعازي والمواساة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبد العزيز ولولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز - رحمه الله -. كما عبّر عن مواساته لأنجال فقيد الوطن الأمراء، والأسرة المالكة الكريمة، والشعب السعودي الوفي، والأمتين العربية والإسلامية، سائلاً الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدّم لدينه وطنه وشعبه وأمته الإسلامية. وقال: «وإذ نرفع للقيادة الرشيدة تعازينا وبالغ ألمنا على هذا المصاب لنسأل الله تعالى لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولولي عهده الأمين، ولولي ولي العهد، ولرئيس الديوان الملكي وزير الدفاع المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، العون والتوفيق والتسديد، على حمل أمانة بلادنا والتي عهد عنها سلاسة انتقال الحكم، وانتظام أموره تحت مظلة البيعة الشرعية. واستذكر نائب رئيس مجلس الشورى مآثر الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - تغمده الله برحمته - قائلاً «فقدنا قائداً حكيماً كرس حياته وجهده لخدمة وطنه وأمته، فكان من أخلص المدافعين عن قضاياها وأمنها واستقرارها، وكان له دور كبير في تعزيز التضامن ووحدة الصف العربي، والدعوة إلى الحوار والسلام العادل في المنطقة، ونبذ العنف والتطرف، كما حمل – رحمه الله – هموم شعبه ساعياً وباذلاً كل ما من شأنه أن يعلي شأن وطنه ومواطنيه».