توقفت دائرة إنتاج زيت "السمسم" المتعارف عليه محلياً باسم "السليط" في محافظة محايل عسير على أيدي عمالة وافدة تدير معاصر بدائية تنتشر بشكل ملفت في أجزاء المحافظة وعلى مداخلها الرئيسية وسط غياب للرقابة الصحية، وكذلك مكافحة الغش التجاري. ورغم مرور أكثر من ست سنوات على إحالة "الجمل" الذي كان يدير مهمة المعصرة إلى التقاعد وكف يده عن العمل "كعامل معصرة" بناء على توجيه سمو الأمير فيصل بن خالد في ذلك الوقت من باب الرفق بالحيوان. حيث تم استبدال مهمة دوران الجمل بآلات كهربائية، إلا أن هذه المعاصر لم تحظى باستثمار أكبر تتحول من خلاله إلى مصانع منتجة تزيد في طاقة الإنتاج، وكذلك تهتم بسلامة المنتج وتضع فرصا وظيفية أمام الأيدي الوطنية الشابة أو إدراجها ضمن المهن التابعة لبرنامج الأسر المنتجة. ورغم أن مقومات إنتاج زيت السمسم متوفرة خصوصا في المناطق التهامية منها التربة الصالحة لزراعة نبتة السمسم، والأجواء الدافئة، وكذلك وفرة المياه الجوفية، إضافة إلى الخبرات الموجودة من كبار السن حيث تعتبر المعاصر الحالية امتدادا لأعمال مهنية قديمة كان يقوم بها الآباء والأجداد قديما لطلب الرزق، ومع ذلك لازالت تشهد معاصر السمسم في تهامة عسير إقبالا إلى يومنا هذا من مستخدمي الزيت، هذا وتعتبر محافظة "محايل" من أهم مواطنه، وهذا ما جعلها مقصدا للزوار الذين يحرصون على التزود بزيت السمسم، وقد حرص العديد من المشتين خلال هذه الإجازة -بحسب عاملين في المعاصر- إلى طلب كميات كبيرة فاقت المعروض الذي يفتقد لأدنى مؤشرات السلامة الصحية ومهيئ للغش التجاري. الجدير بالذكر أن سعر اللتر من زيت السمسم البلدي يصل 45 ريالا فيما يبلغ سعر زيت السمسم السوداني 35 ريالا وتتفاوت الأسعار من معصرة إلى آخرى حسب جودة الإنتاج، ويتسع البرميل الذي تتم فيه عملية العصر لقرابة 25 كيلو، فيما يحتوي كيس السمسم على 50 كيلو جراما يتم من خلاله استخراج مايقارب 20 لترا من الزيت. كما أن المنطقة تستهلك معظم الإنتاج لأنه يدخل في كثير من استخدامات السكان، لكن هناك بعض منه يسوق في الأسواق المحلية الكثيرة والمنتشرة في القرى والمدن القريبة، وهذه العملية تشد الكثير من الزوار خاصة الذين يأتون من مختلف مناطق المملكة في طريقهم إلى أبها. المعاصر الحالية بالآلات الكهربائية