بعد رحلة طويلة امتدت لعقود من الزمن تتوقف الجمال في محافظة محايل عسير عن الدوران حول معاصر السمسم التي كانت هي إحدى الأدوات الأساسية في عصره وإخراجه للمستهلك نتيجة تطبيق بلدية محايل مؤخرا قراراً يقضي بمنع استخدام الجمال في معاصر السمسم واستبدال المعاصر الكهربائية بها لأكثر من 35معصرة قديمة. هنا توقفت رحلة الجمال المضنية حول معاصر السمسم بعد عقود من الزمن لتأخذ التقنية الكهربائية دورها في عصر السمسم واستخراج مادة الزيت التي تسمى في منطقة عسير ب (السليط) الذي يشهد سوقه رواجا وإقبالاً شديدين لمناسبته وطعمه ونكهته في العديد من الموائد خاصة الشعبية حيث يقدر العاملون في صناعته بتهامة عسير جني اكثر من 10ملايين ريال سنويا من خلال اكثر من 50معصرة منتشرة في المحافظات التهامية، ولاشك ان تطبيق هذا القرار الذي بدأت تفعيله البلدية على المعاصر المنتشرة في الطرق ساهم بشكل كبير في اعادة هذه الحرفة وصياغتها بقالب آخر روعي في ذلك الصحة العامة للمستهلك والمناظر الحضارية، حيث أوضح رئيس بلدية محايل المهندس عبد الوهاب سعيد المتحمي ان نشاطاً معاصر الزيوت يدخل ضمن الصناعة في المحافظة والذي لابد من توفر التجهيزات ووسائل النظافة المطلوبة داخل الموقع المعد لعصر هذه الزيوت وفق الاشتراطات الجديدة حيث تكون الآلات حديثة وان تكون هناك شهادات صحية للقائمين على هذه المعاصر وعلى مكائن التصفية وان تكون جميع الحيطان مبنية والأرضيات مبلطة مع الصيانة الدورية لهذه المعاصرمشيرا الى ان خطر المعاصر القديمة يكمن في انعدام النظافة وعدم توافر الشروط الصحية لهيئة المواصفات والمقاييس السعودية التي وضعتها لمصانع الأغذية وما شابهها مثل معاصر الزيوت في المواصفة القياسية السعودية رقم (220) لسنة 1981م بحيث تتم مقاومة الآفات والحشرات بالطرق الصحية المناسبة كما يجب ان تتم التعبئة تحت ظروف صحية وبطريقة تضمن حفظ المنتج من التلوث وعوامل الفساد وانتقال العدوى وكل ما يشكل خطراً على الصحة العامة. وكشف المتحمي ان البلدية قد تمكنت من إزالة ما نسبته (80%) من هذه الظاهرة ومن المصانع التقليدية، وانه سيتم مع انتهاء هذا العام من جمع المعاصر القديمة واستبدالها بمعاصر حديثه وفق شروط صحية لضمان صحة المستهلك. يذكر ان زيت السمسم العسيري يعد من اشهر المنتوجات التهامية ويحظى باقبال منقطع النظير واستهلاك دائم.