قبل الحديث عن موضوعنا أذكر أن هناك قواعد نتفق عليها جميعاً، تعد مرتكزاً للتفكير والتقويم في نتاج العاملين في الميدان الاجتماعي هذه القواعد تنطلق من أن أعمالنا جهد بشري قابل للخطأ والصواب بل ان جهودنا ان لم تهتد بهداية الوحي فهي إلى الخطأ أقرب؛ وعليه فنحن مجتمع يمتلك معايير ربانية - فريدة لتقويم الأعمال وتصويبها، ثم أن الانغلاق في الفهم والاعتزاز - بالاجتهاد والرأي سيولد تربية متسلطة من شأنها أن تدفع في اتجاه متسلط مضاد، كما أن مما نتفق عليه أن يكون الاصلاح قائماً على الرحمة وهدفه زيادة اللحمة. وإذا لم يكن الاصلاح كذلك فهو ناتج عن رؤية مريضة للذات وللغير وتبعاته عكسية، كما أعتقد أننا نتفق على أن العمل الناجح يجب أن يتيح لجمهوره التعبير عن رؤيتهم حتى لا نؤسس لعقلية ترى في القهر أسلوباً ومنهجاً لمواجهة مشكلاتها، ومن لم يتفق معنا في كل ذلك فليراجع أفكاره بعيداً عن الضوضاء والاضواء أخطاء - طاقم - «الشيخ مساعد» وطاقم - «المسلسل طاش» وجهان لعملة واحدة فكلاهما يجب أن ترفض انتهازيته وضربه بأخلاقيات المجتمع وتطلعاته وطموحه عرض الحائط من أجل تحقيق مكاسبه الشخصية. وكلاهما يجب أن لا يتدثر بالدين من أجل تحقيق أهداف ذاتية، وكلاهما مرفوض غشه لمجتمعه، وكلاهما منغلق لا يرى إلا مصالحه، قد وضع نفسه مركزاً لقياس الحق والباطل والصحيح والخاطئ، وكلاهما يسير بنا نحو صدامات اجتماعية وفكرية، وكلاهما يعمل من خلال ثغرات وجدت بفعل تقصيرنا وتصنيفاتنا التي لا تنتهي، وكلاهما يجب أن يناصح أو يوقف عن ممارساته إذا تسلط بما أتيح له من الامكانات والفرص المؤسف أن كلاهما صنيعة المجتمع، وكلاهما جزء منه، واصلاح الأمر مطلب شرعي واجتماعي، يجب أن يتسابق اليه الصادقون والمخلصون لهذا الوطن، لأن العامل في المجال الاجتماعي مطالب بتقديم أفضل ما يمكن عمله - في اطار امكاناته والادوات التي بين يديه - لتحقيق الألفة وسيادة العدل والحق في مجتمعه. وإذا كانت علاقتنا كفئات اجتماعية متخمة بالمواقف السيئة فانه يجب علينا ألا نقدم نماذج سيئة للاجيال الجديدة، والا نجعل هذه العلاقة مجترة بين الأجيال ان العمل الإصلاحي لا يقبل التجزئة فلا يكون في بعض جوانبه اصلاحاً وبعضه الآخر هدماً، ولا يصلح شيء إذا تجرد عن أنظمة الاخلاق والعدل في المجتمع، وأجزم يقينا أن عبدالله وناصر قادران في العديد من الحالات على ادراك الخطأ والصواب والمرضى والمذموم، بواسطة مؤشر في قلب واحد منهما يؤكد له انه يفعل خطأ، أو يطمئنه انه مصيب. وسيجدان أن بعض أعمالهما مصابة بوباء التحيز والانتقاء إذا نجحا في احسان الاتصال مع أعماقهما، وسيكونان أقدر بعد ذلك على التواصل مع كافة فئات المجتمع بعيداً عن أوهام التفوق المكذوب التي لا تزيد الأمر الا سوءاً .. كثيرة هي الدعوات والرسائل التي وجهت للاخوة في طاش ولكن دون جدوى، والحجة تبدو دائماً واهية وهي «أن المجتمع يرفض النقد»، ومع ذلك فترويض المجتمع وتخفيف حساسيته تجاه النقد لا يعني مشروعية التطاول على قيمه ومقدساته. وحدوث ذلك وتكرره كل عام يعني ضعف التفكير الاستراتيجي لطاقم طاش، فرغم الخبرة المكتسبة التي يمكن الاتكاء عليها - عبر ثلاث عشرة سنة-؛ الا انه كلما تقدم به العمر.ازداد تهوراً وبعداً عن الحدود التي يرسمها واقعنا الديني والاجتماعي إن تناول المسائل الاصلاحية، ليس بحاجة إلى من يستخدم النقد للسخرية وتعميق النزاع والشقاق والتسفيه والفرقة.. اننا بحاجة إلى من يستخدمه كأداة للكشف عن المساحات التي يمكن أن نرتقي اليها من الصواب والجمال والخير والالتقاء، وهذا مشروط بلزوم الحق والانصاف والتحلي بالأدب الإسلامي الرفيع في هذا الشأن. وختاماً ارى أن من حق اخواننا - في طاش - علينا أن نقول لهم و«لطاقم» مساعد - مرة أخرى - يجب أن تعرفوا أن «الدين شكل ومضمون، ماهو شكل (بس)، وأن غش الناس حرام و(اللي) أكثر حرمة منه استغلال الدين لاغراض دنيوية، وتذكروا أن (فيه) رب يحاسب يوم القيامة.. اللهم اني بلغت.. اللهم فاشهد.. * محاضر بقسم الإعلام - جامعة الامام