قبل فترة اتخذت قراراً بإلغاء خط هاتفي الثابت، وذلك لأنني لم أعد بحاجة إليه، إضافة إلى انتقالي للسكن في وحدة سكنية يتوفر فيها خط هاتف، ولذا فقد ذهبت إلى أحد مكاتب الاشتراك وطلبت منهم إلغاء الخط وهو ما كان، بعد عدة أيام اتصل بي شخص وعرف نفسه على أنه الموظف عبدالرحمن المحيميد من اتصالات مدينة الرياض وسألني إن كنت قد قدمت طلباً لإلغاء هاتفي الثابت، وعندما أجبته بالإيجاب سألني بأدب جم إن كان بإمكانه أن يتحدث معي بهذا الشأن لدقائق معدودة فقلت نعم، بعدها سألني عن سبب إلغاء الخط فأخبرته بالأسباب وعندها قال لي إنني بعد النظر في السجلات اتضح أنك تملك هذا الخط منذ عشر سنوات، ثم أضاف: إن هذا يعني أن هذا الرقم الذي قد طلبت إلغاءه قد يكون عند جميع أصدقائك ومعارفك داخل المملكة وخارجها، وان إلغاءك له قد يجعل مهمة الاتصال بهم جميعاً واعطائهم الرقم الجديد صعبة جداً، قلت له هذا صحيح، ولكن ما الحل فأنا لا أحتاج هذا الرقم، فقال: هل فكرت في الاحتفاظ به إضافة إلى الرقم الجديد، فشركة الاتصالات لا تريد أن تخسر عميلاً مثلك، قلت له: سأفكر في الأمر! قال: إذاً سأعاود الاتصال بك إذا سمحت لي بذلك، فقلت بكل سرور، وبعد يومين عاود الموظف الاتصال بي وسألني إن كنت قد قررت الاحتفاظ بالرقم أو على الأقل بتأجيل موعد إلغائه حتى أتأكد إن كنت فعلاً لم أعد بحاجة إليه، حيث إن مسألة الاتصال بكل من لديه الرقم السابق ستكون مزعجة، ولعل ما لفت انتباهي هو التعامل الراقي الذي تعامل به هذا الموظف معي وأخلاقه العالية، فلم أكن أعرف أن شركة الاتصالات لديها قسم خاص بالمحافظة على العملاء إلا بعد أن أخبرني الأستاذ إبراهيم الطوب رئيس القسم، والذي كان هو الآخر يتمتع بأخلاق عالية وأسلوب لبق، بعد أن تحدثت معه وأثنيت على الموظف المحيميد الذي اتصل بي مرتين بخصوص إلغاء الخط الخاص بي، في اليوم التالي اتصلت على المهندس رئيس اتصالات مدينة الرياض لأشكره على اهتمام موظفيه بعملاء الشركة وحرصهم على استمرار الشركة بتقديم الخدمة لهم، ولكني لم أوفق، حيث لم يكن سعادته متواجداً حينها بالمكتب، فخطر ببالي أن أشكر الشركة عن طريق الجريدة ليعرف الجميع أن مثلما هناك سلبيات فهناك أيضاً إيجابيات في شركة الاتصالات السعودية. * عميد معهد اللغة العربية بجامعة الملك سعود