رغم أهمية علم الاجتماع في دراسة الواقع الاجتماعي وملاحظة الظواهر الاجتماعية السائدة في المجتمع والكشف عن أسبابها وتحليلها والمساهمة في علاجها وتنمية مهارات التفكير العلمي عند طلابنا، إلا أن المنهج الذي يدرس حالياً في مدارسنا لم يخضع للتطوير منذ سنوات طويلة حيث تم الاعتماد على دراسات قديمة في تصنيف المشكلات الاجتماعية سواء فيما يخص مشكلات الشباب في المجتمع السعودي، أو التعليم، أو مشكلات الأسرة، أو العمالة المنزلية، أو الأمية. فمشكلات الشباب في الكتاب تمحورت حول التهرب من المسؤولية، الفشل الدراسي، البطالة، عدم الاستفادة من وقت الفراغ، مع إغفال الإشارة الى الأعدد الهائلة للخريجين القادرين على العمل والباحثين عنه دون أن يعثروا عليه. أما في مشكلات التعليم قد تم تصنيف الرسوب والتسرب كأهم المشكلات التي تواجه نظام التعليم في المجتمع السعودي وهذا بناء على معطيات قديمة تمثلت في نتائج تحليل خطة التنمية الثالثة في تصنيف تلك المشكلات مع العلم أن هناك مشكلات أكثر إلحاحاً من هاتين المشكلتين في نظامنا التعليمي الحالي، فالفكر التلقيني وضعف التكوين الفكري تعد المشكلات الأبرز التي يعاني منها التعليم واتضح ذلك في إشكالية الفجوة بين اختبارات الثانوية العامة والاختبارات التي يعدها مركز قياس الوطني والتي تخاطب قدرات التفكير العليا عند طلابنا، مما يدل على عدم تحقق الغاية من التحصيل العلمي لطلابنا، نظراً لعدم إتقان مهارات التفكير العلمي التي يهدف لها تعليمنا، فعلم الاجتماع علم ثري وحيوي يدرس العلاقات الإنسانية، والظواهر الاجتماعية ومشكلات المجتمع الثقافية والاقتصادية والتعليمية، العقل الجمعي السائد وتكيف الفرد مع المجتمع، وطبيعة وتطوير هذا العلم يعتبر خطوة إيجابية في عملية محاربة الانغلاق عند أبنائنا وتوسيع أفقهم الفكري والمعرفي، بحيث يتخرج الطالب وهو يحمل ذهنية منفتحة، تستطيع ان تفكر وتوازن الأمور وتوظف مهارات التفكير في مكانها الصحيح فيتستطيع ان يلاحظ الظواهر الاجتماعية ويقرأها ويفسرها بعلمية ويقف منها موقفاً إيجابياً، ليتمتع بمكون فكري يحميه ويحصنه من الانسياق والتبعية والتطرف الفكري، فتطوير المنهج ضرورة تربوية وهذا يتم بالاعتماد على نتائج الدراسات والإحصائيات الحديثة في تصنيف المشكلات الاجتماعية، فمجتمعنا في الفترة المعاصرة بحاجة لعلم الاجتماع ومن الضروري تحديث مفرداته وتطويرها على يد متخصصين في هذا العلم بما يواكب مستجدات العصر ومشكلاته، وتطويرمنهج علم الاجتماع للمرحلة الثانوية لايكفي بل إن السعي لفتح المزيد من الأقسام في جامعاتنا لتدريس التخصصات الدقيقة لفروع هذا العلم بات حاجة ماسة وضرورة ملحة في ظل المتغيرات الاجتماعية المتسارعة.