لا يمكن لنا أن نتوقع مسيرة تأخذ طريقها إلى الأمام دون أن يكون أمامها مشكلات لابد لها أن نعمل على حلها، ولا يمكن لنا أن نبدي حماسا ونتعاطف ونعمل على حل المشكلات في غياب خطة عمل قصيرة أو طويلة الأمد. تبقى التساؤلات : هل ترتعد فرائصنا أمام كل مشكلة يمكن أن تطرأ أمامنا وننسى مسيرة تحقيق الأهداف، أم تشخص أبصارنا تجاه الهدف غير عابئين بما قد يعترضنا من مشكلات؟ في أي عمل ناجح لابد أن تُثار أو تطرأ مشكلات، ومن هنا فنحن ربما نكون في وضع الاستعداد لتجاوز المشكلات المتوقعة كوننا درسنا كل ملابساتها بينما مع المشكلات الطارئة ستختلف الصورة وربما تكون هذه المشكلات اكبر حجما وأكثر أثرا. ما نتوقعه أو ما قد يطرأ من مشكلات لا يعني بالضرورة أن لدينا لها حلولا كاملة وسريعة ولكن علينا ألا نعتقد أن هذه المشكلات ستكون حجر عثرة أو مبرراً لعدم تحقيق الأهداف. إن فكرنا في شق طريق داخل أو خارج المدن فسيتحدث البعض عن التعويضات وعن عرقلة حركة المرور وعن المدة اللازمة لتنفيذ المشروع، ناهيك عن الاعتمادات المالية. هل ننظر إلى كل هذه العقبات ونقول (لا) للمشروع؟ إن اللجوء إلى كلمة (لا) في كل عمل نفكر في القيام به يعني أن تبقى الأمور كما هي وإلا تسير العربة إلى الأمام. دعونا نقر بأن هناك من سيقول (لا) ولكنها يجب ألا تكون عائقا لتحركنا في كل اتجاه، وألا تعيق تنفيذ مشروعاتنا وأهدافنا لخدمة بلادنا وشعبنا العزيز علينا. هناك من تحدث مثلاً عن صعوبة توسعة (المطاف) في الحرم المكي الشريف وقال إن ذلك سيعيق الحجاج والزوار والمعتمرين ويؤدي إلى ازدحام وحوادث لا تحمد عقباها، وهنا تحدث هؤلاء عن (لا) للمشروع، ولكن توفيق الله وإصرار القيادة كان وراء إزالة هذه ال (لا)، وها نحن نرى اليوم أن المشروع في مراحل متقدمة ونتطلع إلى انتهائه في القريب العاجل إن شاء الله مع نتائج تعود بالنفع على الجميع. مثال آخر (قطار الرياض). كم من مرة تحدثنا عن صعوبة هذا المشروع وصعوبة تحقيقه في عاصمة مزدحمة بالمركبات والبناء والناس، وها نحن نرى اليوم أن المشروع يأخذ مساره في انسيابية جميلة، وفي المستقبل نتطلع الى استكماله وركوب عرباته. انفضوا عن اكتافكم عباءة الحط من القدرات والإمكانات وارتدوا عباءة النجاح والثقة في تحقيق كل ما تسعون إليه وسيكون النجاح حليفكم بإذن الله.