شددت الدكتورة مها علي المحيا، استشارية طب أمراض الفم رئيس شعبة طب أمراض الفم وعيادات الأسنان لذوي الاحيتاجات الخاصة قسم الأسنان بمدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية، على ضرورة زيارة مريض السرطان لعيادة الأسنان قبل الشروع في العلاج، مؤكدة أن صحة الفم والأسنان لها دور كبير في الاستجابة للعلاجمن المضاعفات والآفات الفموية التي تصيب المريض نتيجة العلاجات المستخدمة سواء كانت جراحية, كيمائية أواشعاعية، حيث توصي المنظمات الصحية بضرورة أن يخضع مرضى السرطان لفحص شامل للأسنان والأنسجة المحيطة بها والغشاء المبطن للفم قبل وأثناء وبعد العلاج لتحديد وعلاج أي عدوى نشطة. جاء ذلك في ورقة قدمتها في المؤتمر السعودي العالمي السادس والعشرين للجمعية السعودية لطب الأسنان، بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض. وتقول الدكتورة مها المحيا، بأنه يمكن السيطرة على مثل هذه المضاعفات، في حال التزم المصاب بالسرطان بالأسلوب الصحيح للعلاج، مؤكدة أنها قد تترك اثرا كبيرا على حياة المريض. وتضيف الدكتورة المحيا: رغم التطور الملحوظ في مجال علاج السرطان، وتأثيره اللافت في زيادة معدل البقاء على قيد الحياة، ما زالت نسبة الخطورة عالية في ظهور كثير من المضاعفات والآفات الفموية لهؤلاء المرضى، حيث تظهر بشكل حاد في التهاب الغشاء المبطن للفم والإلتهابات الفطرية والبكتيرية، موضحة أنه بعد انتهاء العلاج، تبدأ المضاعفات المتأخرة بالظهور وقد تبقى مدى الحياة، وتؤثر بشكل سلبي على حياة المريض نفسيا وجسديا مالم يتم التعامل معها بشكل فعال. وشرحت قائلة: تشمل هذه المضاعفات نقص في اللعاب، بسبب تأثر الغدد اللعابية بالعلاج الإشعاعي بشكل خاص، و نتيجة لذلك تزداد نسبة التسوس بشكل عالي و سريع، كما يؤدي ذلك الى تغير في حاسة التذوق و ظهور الأفات الفطرية، بالإضافة الى تصلب عضلات الوجه نتيجة للإشعاع, مما يسبب صعوبة في فتح الفم والبلع. وقالت: من المضاعفات بالغة الأثر، ظهور نخر في عظم الفك نتيجة التغييرات التي تصيب العظم بسبب العلاج الاشعاعي، أو استخدام بعض العقاقير الطبية الخاصة للحد من انتشار مرض السرطان مثل مستحضرات البيزفوسفونات. وبحسب الدكتورة المحيا، فإن ظهور وتطور هذه المضاعفات عند الناجين من السرطان، قد يظل مدى الحياة، اعتمادا على نوع المرض أوطرق العلاج، الأمر الذي يتطلب زيادة الوعي، والمعرفة الشاملة لتعزيز الوقاية، من خلال زيارة عيادة الأسنان قبل البدء في علاج السرطان في الوقت المناسب، بالإضافة الى المتابعة طويلة المدى بعد الانتهاء من العلاج، ولذا فمن الضروري ان يكون طبيب الأورام وطبيب الأسنان على بينة ودراية كافية بهذه المضاعفات، والعمل على توفير سبل الوقاية والعلاج من خلال فريق رعاية صحية متعدد التخصصات يعمل بشكل متكامل وفعال من أجل رفع مستوى الخدمة المقدمة.