جسدت الثقافة اللفظية والصورة التشكيلية أهم مكونات اللقاء الفني الذي أقيم بجاليري الفن والتصميم بالرياض ودشن فيه المعرض الأول لجماعة الملتقى التشكيلي الذي يستمر حتى نهاية هذا الشهر، حيث كان في طليعة المعرض تجربة الدكتورة مسعودة قربان بأعمالها الابتكارية في المينا وتطبيقها في 4 لوحات فنية بخبرات جديدة. وقدم الفنان عبدالمحسن السويلم لوحاته الرمزية في نسق الماضي وطبيعة الحاضر، وكان للفنان إبراهيم الفصام تراجع لمئات السنين مع المتذوق في تعبيراته الفنية من رموز الآثار الحجرية بالجزيرة العربية بوصفها وتحليها وتفسير مفاهيمها الجمالية. أما عن نقل واقع الطبيعة ودراساتها المثالية فشكلها الفنان صالح النقيدان وأفرز ألوانه الهيرمونية في وادي السريالية الذي حركة في المشاهد عقله بالباطن اللا شعور. ذكر ذلك الفنان عبدالله الحبي الذي قدم قراءة انطباعية حول اعمال المعرض الذي تضمن 24 عملاً فنياً بمختلف الأساليب والأفكار الفنية حيث جرد الفنان عثمان الخراشي مفردات لوحاته التشكيلية الى طابع اللون الهندسي في بناء التكوين المتماسك بالعمل الفني. ولم يخلو المعرض من التشكيل بالخط العربي والذي تمثل في عمل للفنان خالد الصوينع الذي خرج بين تأسيس الخط وكتلة اللون. وكانت خبرة الفن في تصميم الشكل بتكوين الخطوط في أبداع الفنانة شريفة السديري التي جعلت المتذوق يتأمل اللوحات ويحاكي تفكيك زخافها ومفرداتها وعناصرها الشكلية. أما الفنان عبدالعزيز الدبل فقدم عملاً يعبر عن ترابط فتاة وقفه بين تجريد اللون كسحاب الذهب وتوافق اللون درجات الأحمر. وكل ما في الحياة من تعبيرات تعكس الشعور واللاشعور جمعها الفنان إبراهيم الفارس في لوحته تعبيرات التى مزج فيها بين الايحاءات وتجمع الارواح في تعبيرات الوجوة واتفاقيات المكان تحت فلسفة الوجود. ويشير الحبي إلى انه في كل محطة نتوقف عند أعمال الفنانة عواطف القنيبط لتتأمل جمال التشكيل المجسم ومساحات الفراغ بالاعمال الخزفية وتزجيج قالب المعاصرة. ومن الساحل الشرقي كانت لوحة الفنانة شعاع الدوسري تحمل على متنها عقد من اللؤلؤ وحبل شد أصالة الطلاقة. واكتملت هذه اللوحة الجماعية بأعمال الفنانة خديجة العسيري بلون الطبيعة العسيرية بدراسة رموزها وأشكالها وعناصرها وتكويناتها الشعبية في عالم المعاصرة. وبعد هذه الجولة الفنية المليئة بالقيم الجمالية والتربية الجمالية للمتذوقين والتي أصلها عبر لوحاته الأستاذ والفنان الكبير سعد العبيد في خبرته الخمسينية من ممارسة الفن التشكيلي. والتى طرح ووثقها عبر لوحاته وأعماله الفنية بسلسلة من تاريخ مدينة الرياض وطبيعتها قديماً وحاضراً وأكد الفنان العبيد بأن الطبيعة هي المعلم الأول للفنان . فيجب على الفنانين الخروج لها ومحاكتها كثقافة اجتماعية لهذا الوطن. واختتم اللقاء بالشكر والتقدير للفنانة عواطف القنيبط التى كانت الداعم الأول للمعرض والذي أكدت فيه بأن الجاليري من أهدافه الأساسية خدمة فئة الشباب من الفنانين والفنانات وذلك لتنمية مواهبهم وعرض أعمالهم الفنية. من أعمال خديجة عسيري