في خضم بحثنا عن الأفضل فات علينا بدافع حماسنا أولويات مهمة في حياتنا. ولكن وكما يردد أهل الكنانة «ما يصح إلا الصحيح». جائزة نوبل للأدب من نصيب الأديب القدير السيد نجيب محفوظ. وهنا اندفع الجهلة بكيل اتهامات تعتمد على أفكار انغلاقية للأديب وللمؤسسة المانحة بلغت حد التكفير ومحاولة الاغتيال. وبرزت للمرة الألف نظرية المؤامرة على أدبنا وأخلاقنا وديننا كما ستبرز في بعض تعقيبات هذا الموضوع. ثم خطت مصر خطوات أخرى وانبعث من بين ركام القومية العربية الرئيس أنور السادات عليه رحمه الله بنظرة خاصة للسلام حصل بعدها على جائزة نوبل للسلام، وما لبث أن دفع حياته ثمناً لها. وكعادتنا فقد انساق العامة والدول بمقاطعة الرئيس ونبذه. وبعد أقل من عقدين من الزمان بدأوا بالهرولة في ذات الجادة التي أنكروها إلا أنهم أخطأوا الطريق ولم يحصلوا على معشار ما حصل عليه بطل الحرب والسلام. ثم وفي غفلة من جامعاتنا المترهلة ومؤسسات البحوث المريضة في العالم العربي فاجأ أحمد زويل خريج جامعة الاسكندرية أهله بحصوله على جائزة نوبل في الكيمياء وقد سبقتها جائزة أخرى. ووجد العرب من جديد ما يفخرون به رغم النقد المتواصل لمصر والمصريين. ولقد عرف عن شعب مصر أريحيته وحبه للبهجة والسلام ولهذا لم تكن مفاجأة أن يفوز محمد البرادعي بجائزة نوبل للسلام. ولا شك ستبرز لنا التهم المنبعثة من عقول مريضة. ولعل مصر تتربع على عرش الدول الحائزة على جائزة نوبل لايزاحمها إلا دولٌ لها باع طويل في العلم وبلادهم هيئت لهم شتى ظروف النجاح. ولا شك أن هناك نجاحات في شتى المجالات لأبناء الجالية المصرية في أوروبا وأمريكا وكندا تضاف إلى نجاحاتهم المحلية وبالذات في المرحلة المتأخرة. مبروك لمصر هذا النجاح المطرد وأنا على ثقة أنه سيكون هناك فرسان قادمون من مصر يمتطون صهوة نوبل بكل اقتدار. أرجو أن يعي بقية المصريين تلك الحقائق وأن يكونوا خير سفراء لبلادهم في كل بقاع الأرض فهم يمثلون البلد الرائد على المستوى العربي على كافة الأصعدة. حديثنا عن مصر لايلغي النجاحات العربية الأخرى بل يستحثها، ويقرع الأجراس بقوة في محاولة لإيقاظ جامعاتنا ومؤسسات البحوث لدينا من نومها السبات. أتمنى أن تزداد القائمة المصرية وأن يتبعها نجاحات عربية أخرى.