يُدرك منتخب أوزباكستان صعوبة مهمته في الظفر بلقب كأس آسيا 2015م في ظل وجود منتخبات عملاقة كاليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية، إلا أن ذلك ليس مستحيلاً في عالم كرة القدم، لاسيما وأن الأوزبك يُصنفون من ضمن المنتخبات القوية في القارة الصفراء ويمتلكون في صفوفهم عددا من اللاعبين القادرين على تحقيق النتائج الإيجابية، ولعل المهمة الأولى التي يطالب منتخب أوزباكستان بإنجازها قبل أن يفكر في الذهب الآسيوي هي نيل إحدى بطاقتي التأهل للدور الثاني من المجموعة الثانية التي تضم أيضاً السعودية والصين وكوريا الشمالية، ويعتمد اللاعب السابق الذي يتولى حالياً تدريب المنتخب قاسيموف كثيراً على لاعب الوسط القصير جيباروف، الذي يشكل مصدر قوة في تشكيلته قياساً على إمكاناته العالية وقدرته على حسم المباريات سواء بتمريراته أو أهدافه، وخبرته العريضة في الملاعب الآسيوية. ولا يخفى جيباروف على الجماهير الآسيوية المهتمة بشأن كرة القدم، إذ يعرفونه جيداً كونه سبق وأن صعد على مسرح نجوم اللاعبين الآسيويين ونال جائزة أفضل لاعب في القارة، ولم يفعل جيباروف ذلك بالصدفة بل عن جدارة واستحقاق، وما يؤكد ذلك أنه نال لقب أفضل لاعب آسيوي مرتين، في أول مرة توج باللقب عام 2005م، وفي المرة الثانية فاز به عام 2011م، وأصبح بذلك واحدا من اللاعبين القلائل في القارة الآسيوية الذين توجوا بالجائزة مرتين. إمكانات الأوزبكي جيباروف هي التي منحته الأفضلية عن بقية اللاعبين الآسيويين، ولايزال يُصنف على أنه من أفضل لاعبي الوسط في القارة ووضح ذلك جلياً في المباراة الافتتاحية التي خاضها منتخب بلاده مع كوريا الشمالية وفاز فيها 1-صفر، وكان جيباروف أحد نجوم تلك المباراة ولا تكاد أن تصل كرة للمهاجمين إلا من خلال قدميه، وبمستواه أمام الكوريين طمأن الأوزبك على أدائه وسجل حضوره وعزمه على قيادة المنتخب نحو تكرار مافعله في النسخة الماضية. ولم يكتب النجاح لتجربة اللاعب الأوزبكي الذي ولد عام 1982م في الملاعب السعودية، على الرغم من أنه نجح مع الشباب في التتويج بلقب الدوري السعودي عام 2012م، لكنه على الصعيد الشخصي لم يظهر بمستواه المعروف ولم يقنع المدرب البلجيكي برودوم بأدائه مما جعله أسيراً لدكة البدلاء في معظم المباريات ولم يشارك في أول موسم سوى في 23 مباراة سجل خلالها هدفين، فيما يعتبر موسمه الثاني أسوأ من سابقه ولم يشارك إلا في ست مباريات فقط، وهو ماعجل برحيله إلى كوريا الجنوبية وبالتحديد للعب مع سينونغنام وخاض هنالك تجربة ثانية بعد تجربته الأولى مع اف سي سيئول، كما تنقل جيباروف خلال مشواره بين أفضل ناديين في أوزباكستان باختاكور وبونيدكور. خلال مشواره في الملاعب فاز جيباروف بألقاب كثيرة مع الفرق التي لعب لها تجاوزت ال20 لقباً، إذ حقق مع باختاكور 13 لقباً ومع بونيدكور توج بثلاثة القاب، وفي كوريا فاز مع سيئول بلقبين ومع سينونغنام نال لقبا، ومع الشباب توج بالدوري، وعلى صعيد الألقاب الشخصية والأرقام بالإضافة إلى تتويجه بجائزة أفضل لاعب آسيوي مرتين والتي سبق ذكرها فإن جيباروف حصل على جائزة هداف الدوري الأوزبكي عام 2008م، وجائزة أفضل لاعب أوزبكي في ذات العام، وحصل عليها مرة ثانية عام 2010م. ويُعد جيباروف من أميز الأسماء التي شاركت مع المنتخب الأوزبكي خلال العشرة أعوام الماضية وسجل حضورا لافتا في النسخة الماضية من البطولة الآسيوية، إذ قاد منتخبه ببراعة للوصول إلى الدور نصف النهائي وحصوله على رابع آسيا لأول مرة في تاريخه، ومنذ اختياره أول مره لارتداء شعار المنتخب عام 2002م سجل جيباروف 23 هدفاً دولياً، وأول تلك الأهداف سجلها في شباك فلسطين عام 2004م خلال التصفيات الآسيوية الأولية المؤهلة لكأس العالم 2006م، وآخر هدف دولي سجله في شباك الإمارات ودياً قبل حوالي ثلاثة أشهر. ويحمل جيباروف على عاتقه طموحات أنصار المنتخب الأوزبكي كونه النجم الأول في الفريق، وتلك مسؤولية كبيرة ستجعله بالتأكيد يلعب تحت ضغوطات كبيرة، إلا أن خبرته الكبيرة من شأنها أن تسخر ذلك لمصلحته والمنتخب.