ليس غريباً أن يخوض لاعب أوزبكي تجربة كروية في منطقة الخليج، فهناك تجربة أولى خاضها الأسطورة الأوزبكية ميرجلال قاسيموف مع الشباب الإماراتي في 2002، وتجددت التجربة الخليجية بانضمام جاسور حسنوف للخويا القطري العام الماضي، وهذا العام انتقال عزيزبك حيدروف إلى الشباب الإماراتي وشوكت مولادزانوف إلى الأهلي القطري، وسيرفير جيباروف إلى الشباب السعودي. الجديد في الأمر هو اهتمام الشارع الرياضي الأوزبكي بانتقال جيباروف إلى الملاعب السعودية، فكانت الردود متباينة، منها من كان يفضل استمراره في الدوري الكوري الجنوبي للفائدة الفنية، على أساس أن الدوري الكوري أقوى من الدوري السعودي، في المقابل يرى البعض أن الدوري السعودي من أقوى الدوريات الآسيوية، مدللين بالمشاركات في دوري أبطال آسيا، لكن الصحافة الأوزبكية ركزت على قيمة العقد، الذي بموجبه نصب جيباروف أغلى لاعب أوزبكي حتى الآن (2,25 مليون يورو). سيرفير ريساتوفيتش جيباروف، يعتبر أكثر لاعب شعبية في أوزباكستان، ويأتي بعد قاسيموف في تصنيف الجماهير كأفضل لاعب في تاريخ البلاد، يمتدحه الناس بالخصال الطيبة، طيب القلب والتواضع وحسن الخلق، بل أصبحت قصة شعره موضة يقلدها معجبيه ويسمونها في محال الحلاقة «قصة دجيباروف»، والطريف أنه يتقن اللغة الروسية بطلاقة وبالكاد يتحدث الأوزبكية! ولد في 3 تشرين الأول (أكتوبر) 1982 في مدينة صغيرة شرق البلاد تدعي (تشرتشك) لا تذكر جغرافياً إلا بالحديث عن نهر تشريشك، وكلية صناعة الأدوية أو الحديث عن النجم المحبوب جيباروف. والد جيباروف كان يرغب بشدة أن يكون ابنه لاعباً رياضياً، لذلك مارس جيباروف عدة رياضات مختلفة في المدرسة، لكن لعبة المفضلة هي الاكروبتك، وبسبب عشقه للغناء انضم ضمن الفرقة الغنائية المدرسية، ولوالدته الفضل في ذلك. نما حب كرة القدم في عروق جيباروف مع نادي بلدته المتواضع (تشرتشك أف سي)، وفي 1995 انتقل لمدرسة داخلية لكرة القدم في العاصمة طشقند تعتبر منجم المواهب الكروية. في 2000 وقع عقده الاحترافي الأول مع فريق نافباهر نامانغان لمدة عامين، ثم جاءت الخطوة المنتظرة بانتقاله للقطب الكروي الأوحد آنذاك، فريق باختاكور، وخلال 6 أعوام فرض نفسه كنجم مميز محققاً نجاحاً باهراً وإنجازات عدة، ولأنه يعشق التحدي، قرر خوض مغامرة غير محسوبة بالانضمام للنادي المغمور بونيودكور (وتعني الصانعون) فصنع مجداً لهذا النادي مع نخبة من النجوم في مقدمتهم البرازيلي ريفالدو والمدربين زيكو وسكولاري، وجعله القطب الآخر في أوزباكستان. حقق جيباروف كل ما يطمح إليه في أوزباكستان، لذلك فكر في تحد جديد، فقرر قبول عرض الإعارة إلى سيول الكوري الجنوبي في 2010 لمدة نصف موسم مقابل 800 ألف دولار، برز بشكل ملفت، فتم تجديد التعاقد لموسم كامل، لكن العرض المغري من الشباب السعودي لم يمهله في الملاعب الكورية سوى 6 أشهر. يقول دجيباروف في حوار: «لقد حققت كل شي أطمح إليه إلا شيئين، التأهل لكأس العالم والفوز بدوري أبطال آسيا»، ولسوء حظه سيغيب عن النسخة المقبلة، لأن فريقه الجديد لم يتأهل للبطولة. والد جيباروف معلم جغرافيا فيما والدته ربة بيت، ولديه أخوات لا ميول رياضي لهن، لكن المؤكد أنه والد لطفلين، الصغيرة فيرونيكا والرضيع راؤول، الذي ولد خلال مسيرته الاحترافية في كوريا الجنوبية، أما صديقه المقرب هو مواطنه اللاعب تيمور كابادزه (اينشيون الكوري الجنوبي). نجمه المفضل هو الأرجنتيني ليونيل ميسي، لذلك لم يتردد في ترشيحه أفضل لاعب في العالم لعام 2010، في استفتاء كباتن منتخبات العالم، الذي أشرف عليه الاتحاد الدولي لكرة القدم. انضم جيباروف للمنتخب الأوزبكي في 2002، لعب 74 مباراة سجل خلالها 16 هدفاً، وعلى مستوى الأندية لعب في الدوري الأوزبكي 189 مباراة سجل خلالها 78 هدفاً، في الدوري الكوري الجنوبي لعب 33 مباراة سجل خلالها هدف واحد فقط. أما في دوري أبطال آسيا لم يتخلف جيباروف عن أية نسخة من نسخ دوري أبطال آسيا، وشارك مع أندية باختاكور وبونيودكور وسيول الكوري الجنوبي في 64 مباراة مسجلاً 11 هدفاً. نال لقب أفضل لاعب في آسيا لعام 2008، كما اختير أفضل لاعب في أوزباكستان مرتين عامي 2008 و2009، وأحرز لقب هدف الدوري الأوزبكي عام 2008 برصيد 19 هدفاً على رغم أنه صانع ألعاب.