إلى معالي وزير العمل.. جمعني مجلس كان أغلب الحضور فيه من الشباب، وكان الحوار مقتصراً على قرار إغلاق الأسواق الساعة التاسعة ليلاً، وقد لاحظت أن لدى الشباب معارضة شديدة لهذا القرار ولا مانع من أن أوضح بعضاً من آرائهم، فهم يقولون إن أذان العشاء في الصيف عند الساعة الثامنة وعشر دقائق، لذلك سيكون الإغلاق الساعة الثامنة ويقترحون إما أن يؤخر أذان العشاء إلى التاسعة أو أن يمدد الإغلاق إلى الساعة العاشرة في الصيف وأن يسمح بفتح المحلات في العطل الأسبوعية وعطلة الصيف وهم يعتبرون أن الأسواق هي متنفسهم الوحيد بالنسبة لمن لا تمكنهم ظروفهم المادية من السفر للخارج، كما أنهم يطالبون مقابل ذلك بفتح دور للسينما بعد أن سقطت المحاذير بانتشار هذه القنوات الإباحية والبرامج الساقطة التي تستهدف الشباب وتتسلل إلى غرف الجنسين بدون رقيب أو حسيب، أتمنى من معاليكم الإنصات إلى أقوال الشباب ودراسة مطالبهم بقلب مفتوح. إلى معالي وزير الزراعة.. أهنئكم على تعيينكم وزيراً للزراعة (أرجو من الله أن يشد من أزركم ويعينكم على تحمل مسؤوليتها) لا أخفيك أني مسرور جداً أن يكون أول وزير للزراعة يأتي يحمل خلفية كبيرة عن القمح، بدءاً من استلامه من المزارعين وطحنه وتوزيعه على المواطنين طازجاً نظيفاً ثم إيقاف زراعته، واستيراده من الخارج وما يتطلبه من مفاوضات للحصول على نوعية جيدة تضاهي الإنتاج المحلي في رحلة طويلة تبدأ من شحنه من بلد المنشأ (حيث يتأثر القمح فيها برطوبة البحر) ثم تفريغه في صوامع بالموانئ، بعد ذلك نقله بشاحنات إلى صوامع التخزين في أنحاء المملكة.. سلسلة طويلة من الإجراءات، ولا شك أنك قد استمعت إلى الكثير من شكاوى أصحاب المخابز وما يعانونه من رداءة دقيق القمح المستورد، لا يختلف اثنان على أن القمح سلعة استراتيجية، ويأتي في أعلى عتبات سلم الأمن الغذائي ولا يستهلك إلا القليل من الماء ولفترة قصيرة جداً مقارنة بغيره من المحاصيل الزراعية الأخرى، إلى جانب الفوائد والمزايا التي تعود على المواطنين الذين يتعاملون مع منتجي القمح من بيع البذور، والأسمدة، ومبيدات الحشائش وتأجير الحراثات، والذرايات، وناقلات القمح من الحقل إلى الصوامع وغيرها من الفوائد الأخرى، فضلاً عن مخلفات القمح والتي تعتبر علفاً مناسباً للحيوانات، وهل الخالق العظيم أوجد لنا هذا الماء لنتركه مخزوناً في الأرض؟ والله سبحانه وتعالى يقول: (وما أنتم له بخازنين) ويقول سبحانه (قل أرئيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين) فهل بعد هذا نقول إن سقيا القمح بالماء يعتبر هدراً؟ الاستثمارات الزراعية في الخارج.. كما أني أناشد معاليكم بإعادة النظر في الاستثمارات الزراعية في الخارج والمدعومة بقروض من الدولة، وأكرر المدعومة من الدولة أما الذين يستثمرون بمبادرة منهم فهذا شأنهم وأقول إن هذه الاستثمارات محفوفة بالمخاطر وفاشلة وإهدار لأموال الدولة، ويستعملها أناس لا يهمهم إلا مصالحهم وإلا فكيف يتبجَح أحدهم بأنه يستثمر في زراعة الأرز في أثيوبيا، هل سمعتم أن في الأسواق شيئاً اسمه الأرز الأثيوبي؟! يا إخواني بلاش ضحك على الناس، المواطن السعودي لا يأكل إلا الأرز الهندي أو الباكستاني ومن النوع الجيد منه (فاتقوا الله فيما أؤتمنتم عليه). تلوث الخضار بالمبيدات.. الخضار المعروضة في جميع أسواق المملكة ملوثة بالمبيدات شديدة السمية وجميع المزارعين لا يتقيدون بفترة التحريم المقررة من الشركة المنتجة للمبيد وكل ما يقال عن وجود مراقبة على الأسواق هو خداع للناس، ولذا فإني أناشدكم يا أخي الكريم الإسراع بإقامة مختبرات في كل سوق وتكون تابعة لوزارة الزراعة، فهي المسؤولة عن استيراد المبيدات ومراقبتها ومعرفة أضرارها ويعطى المشرفون عليه جميع الصلاحيات التي تمكنهم من ضبط الخضار الملوثة بعد تحليلها بالمختبر وإتلافها ومعاقبة المزارع المخالف، ولا تحول هذا الموضوع إلى البلديات. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى..