نعم إنه لبلاء عظيم عندما يسقط في أيدٍ لا تستوعب كيفية استخدامه في الوجهة الصحيحة... مظاهرة «البلوتوث» مشكلة تتبلور في عدم استيعاب بعض العقول، إن كل جديد له سلبياته وله إيجابياته، ولكن لماذا لا يبحث الإنسان عن الإيجابيات منه واستغلالها بما يرضي الله؟ أو ليس أفضل حيث يوفر على نفسه عناء الفضيحة والعقاب.. فهل بعض شبابنا يعاني من تخلف بحيث يكرر الخطأ نفسه بكل ما أوتي من جرأة ولم يفكر بأن هناك روادع شرعية وحكماً للقضاء أو انتقادات المجتمع..؟ لماذا هذا التهور وعدم الاستفادة من التقدم في وسائل الاتصال والتقنية الحديثة، وتحسين صورتنا أمام العالم الخارجي الذي يحد أسنانه علينا ويتهمنا بأننا مجتمع منغلق ومتخلف ونحن في الحقيقة عكس ذلك؟ والسبب هو خروج شواذ عن القاعدة تفتح علينا الأبواب المغلقة.. لماذا شبابنا بين حين وحين يحاول ابراز نفسه في سلوك إجرامي وفضيحة، تتعارض مع مبادئ الشريعة الإسلامية، وقيم وثقافة المجتمع، مما يستوجب ردعها وتطبيق العقوبة الصارمة وهم في غنى عنها؟ .. فالغريب في الأمر أن بعض الشباب تتركز اهتماماتهم على كل شيء محظور أو سيئ أو تقليد تجارب الآخرين الذين نالوا العقوبة. فهل السبب؟ هو الفراغ أو عدم الخوف من حكم القضاء أو الاعجاب بالسلوك السلبي أو طموح الشاب في البحث عن الشهرة عن طريق وضع نفسه في موقف حرج وسييء ونشره (عالبلوتوث) دون خوف من النتيجة التي سيحصدها؟ فيا للأسف المجتمع يتوقع من الشباب الابتكار والتقدم والرقي والدفاع عنه واستغلال ما هو جديد لصالحه، لأنه يعتمد على ما يمتلكونه من طاقة فكرية وجسدية.. فإن ما يؤسفني هو أن ما يصلنا من المقدم في مجالات التقنية وفن الاتصال والنشر السريع تستخدمه فئة من الشباب استخداماً سيئاً يجلب الضرر والعار على نفسه وعلى أسرته ومجتمعه، والنتيجة ينطبق عليه مثل «غبّر ياثور وعلى قرنك» مع العلم أن صحافتنا تتناقلها معظم بلدان العالم فهي لسان حال المجتمع السعودي بحيث تنقل الصورة سواء كانت حسنة أم سيئة. فلابد أن يظهر دور الأسرة في كيفية تحصين أبنائها ضد الانزلاقات المشبوهة وتربيتهم على احترام الناس في أي مكان مهما كانت أعمارهم أو جنسهم، وأن تزرع فيهم مبدأ (حرمة الغير) حيث لا يجوز التحرش أو انتهاك حرمة المسلمين وأن تضع نصب أعينهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم «اصنع ما شئت فكما تدين تدان» لأن كل ما يعمل الإنسان من عمل سواء كان خيراً أو شراً فانه حاصده لا محالة، فلينظر إلى الناجي كيف نجا ولا ينظر إلى الهالك كيف هلك فلو وعى الشباب انه اذا رضي في انتهاك حرمة الغير فإن الله سيبتليه فيمن ينتهك حرمته ولو بعد حين.. كما على الأسرة أن تنتبه على بناتها وتشدد في الحرص عليهن في عدم الخروج من المنزل مشياً على الأقدام بدون محرم سواء اقتضت الضرورة أم لا؟ وختاماً أسأل الله أن يهدي شبابنا وشاباتنا إلى الطريق الصحيح وأن يحرصوا على ما ينفعهم ويحفظ ولاة أمورنا وأعانهم الله على إثبات الحق وازهاق الباطل..