بلغ «مهرجان فيماك للفيلم العربي» الذي يقام في منطقة اللورين الفرنسية دورته السادسة عشر هذا العام مواصلا رسالته في ربط المهاجرين العرب المغاربة بجذورهم واطلاع اهل اللورين على ثقافة البلدان التي جاء منهاالفرنسيون الجدد عبر رحلة تعارف متبادل. وانطلقت الدورة الجديدة من المهرجان في 12 تشرين الاول/اكتوبر، مستهلة بفيلم المخرج السوري محمد ملص الاخير «باب المقام» الذي خرج في بعض الصالات الفرنسية ومثله الفيلم الفلسطيني «الجنة الآن» لهاني أبو اسعد الذي لاقى اقبالا واسعا عند خروجه الشهر الماضي الى الصالات الفرنسية. ويعتبر هذا المهرجان الذي انطلق عام 1990 الوحيد السنوي المخصص للسينما العربية في فرنسا فيما يقدم معهد العالم العربي في باريس مهرجانا كل سنتين. ويوضح غيبيلي «اخترنا تسليط الضوء على المغرب هذا العام عبر عرض 9 افلام من المغرب وانشطة ثقافية اخرى بينها حفلة راي ومعرض». وعكس الحضور القوي للمغرب في فيماك هذا العام غزارة انتاج هذه السينما راهنا،حيث يقدم فيلم «الف شهر» لفوزي بن سعيدي،«العيون الجافة» لنرجس نجار. ومن الافلام المغربية الجديدة المعروضة فيلم «طنجة» لحسن لغزولي، وفيه معالجةلتلك الثنائية التي يعاني منها المهاجرون وكيف ان شخصيتهم العميقة تظل متوارية فيداخلهم حتى يعودوا الى بلادهم. ويحضر فيلم داوود اولاد سياد الجديد «طرفايا»، وفيلم «النظرة» لنور الدين الخماري، وكلاهما أنجزا هذا العام الى جانب «الغرفة السوداء» لحسن بن جلون الذي انجز عام 2004. ويقدم مصطفى الدركاوي في المهرجان فيلمه «كازابلانكا باي نايت» (كازابلانكا ليلا) عن طفل مصاب بمرض في القلب وتحاول امه الاقتصاد لاجراء عملية جراحية له،لكنها لا تتمكن. والسينما الفرنسية للجيل الثاني من المهاجرين او لفرنسيين عالجوا مواضيع على علاقة بالهجرة، حاضرة هي الاخرى بقوة، ومن الامثلة على ذلك فيلم «عودة الحقيبة «لكارولين هوبير. وتدور احداث هذا الفيلم في الخمسينات ايام حرب الجزائر وهو يصور حياة عائلة جزائرية في باريس، يحمل ابنها الوحيد في حقيبته المدرسية مراسلات الجبهة الوطنية لتحرير الجزائر، غير ان حياة هذه العائلة تتغير مع قدوم عائلة من «الاقدام السوداء»، للعيش في مواجهتها. السينما الفرنسية لمخرجين من اصول عربية تتمثل ايضا بمالك شيبان العائد بعدتوقف مع فيلم رابع صوره بامكانياته الخاصة: «جيران وجارات» الذي تدور احداثه في احدى ضواحي باريس. وتقدم المخرجة ثريا نيني فيلمها الاول «طريق التينات» الذي يصور في فرنسا سيدةقادمة من شمال افريقيا وابنها وحبيبها الذي يقرر الذهاب الى الجزائر للتزوج بموعودته فاضلة. والفيلم بمشاركة الفنان الجزائري المعروف فلاق بجانب بيونةوآخرين. اما اسماعيل فروقي الذي سيكون حاضرا في المهرجان فيقدم فيلمه الاول الناجح والمؤثر «السفر الكبير» عن قصة ابن مهاجر يرافق والده في رحلة طويلة بالسيارة الى الحج تقودهما الى التقرب من بعضهما. ومن الجزائر يقدم المهرجان الفيلم الجديد لصاحب «باب الواد سيتي» مرزاق علواش وعنوانه «باب الويب» وهو كوميدي جدا حافل بالمغامرات والمواقف الناتجة عن ولع شاب جزائري بالتخاطب على الانترنت مع فتيات من جميع انحاء العالم، حيث يكرر دعواته لهن بزيارة بلده الى ان تقدم احداهن على ذلك فعلا. ومن الجزائر ايضا هناك «المشبوهون» لكمال دهان، وفيلم «كان ذات مرة في الواد»لبن جمال بن صلاح، عن رحلة عائلة جزائرية تعود في عطلة من بلجيكا الى البلاد. بورلم غيرجو يقدم من ناحيته فيلم «زينة فارسة الاطلس»، حول صراع قائم بين اقطاعي وبدوي يغير من مجرياته بروز زينة ابنة الاقطاعي وحب البدوي لها. ولا تغيب السينما المصرية عن هذا اللقاء السينمائي، حيث يتم تقديم «حب البنات «للمخرج خالد حجار بمشاركة ليلى علوي ، حنان ترك وخالد ابو العلى. ويعرض ايضا فيلم «بحب السيما» لأسامة فوزي الذي واجه صعوبات في مصر بسبب الموضوع الذي يطرحه حول الاقباط. ويحضر من العراق فيلم هنير سليم «الكلم صفر» الذي عرض في مهرجان كان السينمائي الاخير ومن تونس فيلم «الامير» لمحمد زرن ومن لبنان فيلم «زنار النار» لجان شمعون. ويعرض ايضا فيلم الايراني الكردي بهمان غبادي «السلاحف تطير ايضا» والذي صوره في العراق بعيد الحرب، وهو يعرض مدى معاناة الاطفال في مخيم للاجئين على الحدود مع ايران.